ثم أمر بصلبه فصلب ثلاثة أيام بدمشق، وشكر لابن زياد صنيعه، وبالغ في أكرامه ورفعه حتّى صار يدخل على نسائه، ثمّ ترك الرأس الشريف بعد صلبه في خزانة السلاح، فلم يزل هناك حتّى ولي سليمان بن عبد الملك، فبعث إليه فجييء به وقد نحل وبقي عظماً أبيض، فجعله في سفط وطيب وجعل عليه كفناً وصلّى عليه ودفنه في مقابر المسلمين بدمشق (١) .
قال : ولمّا دخلت التيموريّة إلى الشام سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه، والله أعلم (٢) .
أقول : فلينصف المؤمن المحقّ أنّ هؤلاء الرواة الأعاظم شيوخ الأخبار وأهل العلم بالآثار كلّهم يكذبون؟! أو كلّ ما قالوه موضوع كذب؟! أو ابن تيميّة الكذوب الذي يعاند في النصب ولا يؤمن للمؤمنين وينتصر للمنافقين أعداء أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!.
كلام المحقّق التفتازاني في شرح المقاصد
فيمن حارب عليّاً والحسين عليهما الرحمة والرضوان
هذا العلاّمة سعد الدين اُستاذ المحقّقين (٣) في عقائد المسلمين يقول في شرح المقاصـد الذي عليه معوّل علماء أهل السنّة وإليه مرجعهم ما لفظه بحروفه : ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشـاجرات على
____________________
(١و٢) الاتحاف بحبّ الأشراف : ٦٩ - ٧٠.
(٣) مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازانيّ، ولد بتفتازان قرية بنواحي نسا وراء الجبل من خراسان سنة ٧١٢ أو ٧٢٢ هـ ، برع بالعربية والبيان والمنطق وبالفقه والاُصول والتفسير والكلام وصنّف في أكثر العلوم، من مصنّفاته : المطول في البلاغة، تهذيب المنطق، وغيرهما، توفّي بسمرقند سنة ٧٩٢ وقيل : ٧٩١ أو ٧٩٣ هـ. انظر الدرر الكامنة ٤ : ٢١٤ / ٤٩٣٣، الأعلام للزركلي ٧ : ٢١٩.