الكتاب.
قال الواقدي : فلمّا قرأ يزيد كتابه أخذته العزّة بالإثم وهمّ بقتل ابن عبّاس فشغله عنه أمر ابن الزبير، ثمّ أخذه الله بعد ذلك بيسير أخذاً عزيزاً. وقد روى الكتاب الواقدي وهشام وابن إسحاق وغيرهم (١) .
أقول : هؤلاء أئمّة الأخبار وشيوخ الحفاظ في الإسلام.
وقد أخرج سبط ابن الجوزي كلامهم من مصنّفاتهم ولا يعتبر في التواتر بأكثر من ذلك، فليعلم أنّ إنكار ابن تيميّة ليس إلاّ لفرط حبّ الاُمويّة، وغلبة النصب للذريّة العلويّة (٢) .
وأمّا إنكاره ظهور الحمرة في السماء وما يشبه ذلك بسبب قتل الحسين فهو كذلك من النصب وشدّة العداوة.
فقد أخرج البيهقي وأبو نعيم عن بصيرة الأزديّة قالت : لمّا قتل الحسين مطرت السماء دماً، فأصبحنا وحبابنا وجرارنا وكلّ شيء لنا ملآن دماً (٣) .
وأخرج البيهقي وأبو نعيم عن الزهري قال : بلغني أنّه يوم قتل الحسين لم يقلب حجر من أحجار بيت المقدس إلاّ وجد تحته دم عبيط (٤) .
____________________
(١) حكاه عنهم في تذكرة الخواص : ٢٤٨، وانظر تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٤٨، والمعجم الكبير للطبراني ١٠ : ٢٤١ / ١٠٥٩٠، وأخبار الدولة العبّاسية تحقيق عبد العزيز الدوري وعبد الجبار المطلبي : ٨٦، الكامل في التاريخ لابن الأثير ٤ : ١٢٧ - ١٢٨.
(٢) راجع مرآة الزمان ٨ : ١١٦ - ١٣٠، وتذكرة الخواص : ٢٤٠ - ٢٤٧ وكلاهما لسبط ابن الجوزي ، والمنتظم ٥ : ٣٣٥ - ٣٤٩، والتبصرة ٢ : ١١ - ١٨، وكتاب الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد وهذه لأبي فرج ابن الجوزي.
(٣) دلائل النبوّة للبيهقي ٦ : ٤٧١، وانظر الصواعق المحرقة ٢ : ٥٦٨.
(٤) دلائل النبوّة للبيهقي ٦ : ٤٧١، المعجم الكبير للطبرانيّ ٣ : ١١٣ / ٢٨٣٤.