ابن الحسين : «يا يزيد ما ظنّك برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لو رآنا موثّقين في الحبال، عرايا على أقتاب الجمال» فلم يبق في القوم إلاّ من بكى (١) .
قال : وروى ابن أبي الدنيا عن الحسن البصري قال : ضرب يزيد رأس الحسين ومكاناً كان يقبّله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) .
قال : وقال الشعبي : لمّا دخل نساء الحسين على نساء يزيد قلن : واحسيناه. فسمعهنّ يزيد فقال :
يا صيحة تحمد من صوائح |
|
ما أهون الموت على النوائح (٣) |
قال : وذكر ابن جرير في تاريخه : إنّ يزيد لمّا جيء برأس الحسين سُرّ أوّلا ثمّ ندم على قتله (٤) .
قال : وكتب يزيد بن معاوية إلى ابن عبّاس وذكر كتاب يزيد وجواب ابن عبّاس، وذكر فيما كتب ابن عباس ما لفظه : تسألني نصرتك ومودّتك وقد قتلت ابن عمّي وأهل رسول الله مصابيح الهدى ونجوم الدجى، غادرتهم جنودك بأمرك صرعى في صعيد واحد قتلى، أنسيت إنفاذ أعوانك إلى حرم الله لقتل الحسين، فما زلت وراءه تخيفه حتّى أشخصته إلى العراق عداوة منك لله ورسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
إلى أن قال : يا يزيد ومن أعظم الشماتة حملك بنات رسول الله وأطفاله وحرمه من العراق إلى الشام اُسارى مجلوبين مسلوبين. إلى آخر
____________________
(١و٢) الردّ على المتعصب العنيد : ٥٩.
(٣) تذكرة الخواص : ٢٣٨، وانظر أنساب الأشراف ٣ : ٤١٩.
(٤) تذكرة الخواص : ٢٣٥ - ٢٣٨، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ٨ : ١٥٨ - ١٦٠، تاريخ الطبري ٤ : ٣٥٢ - ٣٥٦.