الحسنة ويفحم، حتّى أجاب عن أربعين مسألة، فرأيته أعلم الناس باختلاف الفقهاء، فلذلك أحكم أنّه أفقه من رأيت. أخرجه الحافظ طلحة ابن محمّد في مسنده، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، عن جعفر بن محمّد بن الحسين الحازمي، عن أبي نجيح إبراهيم بن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن زياد، عن أبي حنيفة، إلى آخره (١) .
فإذا كان الإمام الأعظم أبو حنيفة يشهد أنّه أفقه ممّن رآهم وقد رأى جماعة لا يخفى فضلهم وإمامتهم في الاُمّة، فلماذا ينكر ابن تيميّة أن يكون عند جعفر من العلم ما لم يكن عند غيره، والإمامة الجامعة له لا لغيره، فهو صاحب الحقائق والدقائق، والعلم اليقين، وعين اليقين والحقّ اليقين، وقطب الأقطاب، والغوث الأعظم، على رغم كلّ ناصب معاند للأشراف الأطهار وللعترة الأبرار المرشدة الهادية من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم .
قال ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة : كان جعفر الصادق من بين إخوته خليفة أبيه، ووصيّه، والقائم بالإمامة من بعده.
إلى أن قال : قد نقل الناس عنه من [العلوم] (٢) ما سارت به الركبان، وانتشرصيته وذكره في جميع البلدان، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث (٣) ، إلى آخر كلامه الحسن.
كلام الشريف سراج الدين الرفاعي في صحاح الأخبار :
وقال الشريف الكبير محمّد سراج الدين الرفاعي في كتابه صحاح
____________________
(١) جامع مسانيد أبي حنيفة ـ دار الكتب العلميّة ـ ١ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣، وانظر سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٥٧ / ١١٧، ملحقات إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي ١٢ : ٢٠٧ - ٢٠٩ و١٩ : ٥١٤.
(٢) في النسختين : العلم.
(٣) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة عليهمالسلام: ٢٢٢.