كلّ ميّتوحيّ ، تلزمني من الغيرة شرعاً لله ولرسوله، ويلزم ذلك جميع المؤمنينوسائر عباد الله المسلمين، بحكم ما يقوله العلماء، وهم أهل الشرعوأرباب السيف، الذين بهم الوصل والقطع إلى أن يحصل منك الكفّ عن أعراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين (١) . انتهى.
أقول : وهذا الشيخ المنبجي كان قد تقدّم في الدولة لاعتقاد بيبرس الجاشنكير فيه، وذكر ابن الصبّاغ المالكي المكّي في الفصول المهمّة وكان من معاصريه : أنّه كان من الثقات الخيّرين (٢) . وقام في أمر ابن تيميّة نعم القياموجمع العلماء وحكموا عليه فأُشخِصَ من دمشق الشام، وخذله الله بسبب الشيخ نصر المنبجي صاحب مشارف الصناعة.
شهادة اليافعي في مرآة الجنان :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بعقيدته بالجهة، وما نقل عنه فيها من الأقوال الباطلة، وغير ذلك من العقائد الباطلة، ممّا هو معروف في مذهبه، وأنّه ادّعى عليه العلماء بمصر أنّه يقول : إنّ ( الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) (٣) حقيقة، وأنّه تعالى يتكلّم بحرف وصوت، وأنّه نودي بدمشق وغيرها من بلاد الإسلام من كان على عقيدة ابن تيميّة حلّ ماله ودمه، شهد عليه بذلك كلّه الإمام اليافعي (٤) في مرآة الجنان وعبرة اليقظان
____________________
(١) الفتاوي الحديثيّة لابن حجر المكّي : ٨٦ - ٨٧.
(٢) الفصول المهمّة : ١٩٦. وفيه : الحبرين بدل : الخيّرين.
(٣) سورة طه ٢٠ : ٥.
(٤) أبو محمّد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان الشافعي اليمني ثمّ المكّي، كان مولده بمدينة عدن ثمّ جاور بمكّة، له تآليف كثيرة في اُصول الدين والتصوّف والتاريخ، وأشهر كتبه مرآة الجنان، وله كلام في ذمّ ابن تيميّة، توفّي سنة ٧٦٨ هـ. ذيل طبقات الحفّاظ ١٥٢، الأعلام للزركلي ٤ : ٧٢، الكنى والألقاب ٣ : ٢٤٤.