في معرفة حوادث الزمان وتقليب أحوال الإنسـان، قال عند ذكره لعقـائد ابن تيميّة الفاسدة ما لفظه :
وكذلك عقيدته في الجهة، وما نقل عنه فيها من الأقوال الباطلة، وغير ذلك ممّا هو معروف في مذهبه (١) .
وذكر عند ذكر فتنة ابن تيميّة ما هذا صورته :
وكان الذي ادّعى به عليه بمصر أنّه يقول : إنّ ( الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) (٢) حقيقة وإنّه يتكلّم بحرف وصوت، ثمّ نودي بدمشق وغيرها من كان على عقيدة ابن تيميّة حلّ ماله ودمه (٣) . إلى آخره.
وله كلام طويل في ابن تيميّة فيه شناعات وكان الغرض نقل الضلالات.
شهادة ابن بطوطة في الرحلة :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بأنّه كان في عقله شيء، وتكلّم على المنبر بالشام بأمر أنكره الفقهاء ورفعوه إلى سلطان عصره، وعُقِدَ له مجلس عدّدوا عليه ما أنكروه على ابن تيميّة وأحضروا العقود بذلك، فأمر السلطان بحبسه، ثمّ تعرّضت اُمّه للسلطان فأمر بإطلاقه، ثمّ وقع منه مثل ذلك ثانية فسجن ثانية، وأنّه حضره يوم الجمعة وهو يعظ على منبر الجامع فقال : إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر، وأنّه كتب عقداً شرعياً على ابن تيميّة باُمور منكرة، منها : أنّ المطلّق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلاّ طلقة واحدة. ومنها : المسافر الذي
____________________
(١) مرآة الجنان ٤ : ٢٧٤.
(٢) سورة طه ٢٠ : ٥.
(٣) مرآة الجنان ٤ : ٢٤٠.