في غاية الظهور من حيث المعنى، فإنّ القائم في هذا المنصب الشريف جدير بأن يكون من أهل البيت النبوي، وهو نظير قول من اشترط في القطب أن يكون من أهل البيت عليهمالسلام..
إلاّ أنّ القطب من شأنه غالباً الخفاء وعدم الظهور، فإذا لم يوجد في الظاهر من أهل البيت من يصلح للاتّصاف حمل على أنّه قام بذلك رجل منهم في الباطن..
وأمّا القائم بتجديد الدين فلابدّ أن يكون ظاهراً حتّى يسير علمه في الآفاق وينتشر في الأقطار، ولا يمكن أن يقال في المئات السابقة : لعلّ رجلا من أهل البيت قام بذلك في الباطن، لأنّ ذلك غير مقصـود الحديث.
والحاصل : أن الأوجه من حيث المعنى أنّ المناصب الثلاثة لا يقوم بها إلاّ رجل من أهل البيت :
منصب الخلافة الظاهرة وهي القيام بأمر الإمام.
ومنصب الخلافة الباطنيّة وهي القطبيّة.
ومنصب تجديد الدين على رأس كلّ مائة سنة.
ولكن يبقى النظر في تحرير المراد بأهل البيت، فإن أراد صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : «رجل من أهل بيتي» أي من قريش كما هو المراد بالخلافة الظاهرة اتّسع الأمروسهل ، إلى آخر كلام الجلال السيوطي (١) .
في أنّه لا يشترط في الإمام التسلّط والغلبة الفعليّة :
أقول : لا داعية إلى الخروج عن ظاهر المراد بـ «أهل بيتي» فإنّه كالنصّ في العترة الطاهرة وهم الأئمّة بالاستحقاق، ولا يشترط في الإمام
____________________
(١) رشفة الصادي : ١٢٤ - ١٢٦.