الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أماناً للاُمّة كما سيأتي، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض.
بل ذهب بعض العلماء إلى أنّ المجدّد الذي يبعث على رأس كلّ مائة سنة لا يكون إلاّ من أهل البيت، مستدلاّ بحديث أحمد بن حنبل الآتي.
وقد ذكر ذلك الجلال السيوطي(قدس سره) في منظومة له ذكر فيها المجدّدين (١) قال :
وأن يكون في حديث قد روي |
|
من أهل بيت المصطفى وهو قوي |
والحديث المذكور هو ما أخرجه ابن عساكر من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنهما قال : سمعت أبي يقول : رويت عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «يقيّض الله في رأس كلّ مائة سنة رجلا من أهل بيتي يعلّم اُمّتي الدين» (٢) .
وأخرج أبو سعيد (٣) الهروي من طريق حميد بن زنجويه قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يروى في الحديث عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنّ الله يمنّ على أهل دينه في رأس كلّ مائة سنة برجل من أهـل بيتي يبيّن لهم أمر دينهم» (٤) .
قال الحافظ جلال الدين المذكور : وأقول : إنّ الرواية المقيّدة بقوله : «من أهل بيتي» وإن كانت غير معروفة السند، فإنّ أحمد أوردها بغير إسناد، ولم يوقف على إسنادها في شيء من الكتب ولا الأحاديث، إلاّ أنّها
____________________
(١) التي أوردها المحبّي في خلاصة الأثر ٣ : ٣٤٥ .
(٢) تاريخ دمشق ٥١ : ٣٣٩.
(٣) وكذا في رشفة الصادي وفي المصادر : إسماعيل بدل : سعيد.
(٤) ذم الكلام للهروي ٤ : ٢٦٦ / ١١٠٨، حلية الأولياء ٩ : ٩٧، توالي التأسيس لابن حجر : ٤٨، عون المعبود ١١ : ٣٠٠ - ٣٠٨، ملحقات إحقاق الحقّ ٢٩ : ٢٥٩.