أقول : وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الاختلاف» صريح في أنّ الحقّ والعلم عندهم، والمتيّقن منهم الأئمّة الاثنا عشر.
وقال السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي في رشفة الصادي : روى السلف رضي الله عنهم : أنّ من أطلق لسانه في الذريّة العلويّة لا يموت إلاّ مرتدّاً عن الإسلام إن لم يتب توبة مثمرة للندم والإقلاع والعزم على أن لا يعود، مع استيفاء التعزير الشرعي من السباب، والاستحلال من الشريف الذي سبّه، وواجب على ولاة المسلمين أن يشدّدوا في التنكيل والتهديد على من فعل ذلك، لمخالفته للقرآن وعناده للسنّة، وقد شوهد كثير من المبتلين بسبّ الذريّة لم يلبثوا إلاّ قليلا حتّى عجّل الله العقوبة عليهم بالمصائب العظام ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
قال : وفي فتاوى العلاّمة سالم باصهي الحضرمي رحمهالله : مسألة : ما حكم من ثلب ذريّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
حاصل ما أجاب به : أنّه قدم على ما يسخط الله عليه ويمقته به، لأنّ الإيمان منوط بحبّهم والنفاق مربوط ببغضهم. وأطال إلى أن قال : فيجب على الوالي استتابته وتعزيره، فإن لم يتب مستحلاّ لذلك قتل واُغرِيَ بجيفته الكلاب (١) ، انتهى.
وقال : أمّا من ابتلاه الله بسبّ الأشراف والحطّ عليهم وانتقاص أعراضهم والعياذ بالله فهو الواقف على شفا جرف من العناد والمراغمة لله ولرسوله، جدير أن ينهار به في نار جهنّم وقد انتهك حرمة من حرمات الله والرسول وارتكب مرتبة من كبائر الذنوب، فعن الحسين بن علي رضياللهعنه قال :
____________________
(١) عنه في رشفة الصادي : ١١٢.