ابن تيميّة ما يدلّ على قوله بحجّية إجماع الاُمّة لأنّها لا تجتمع على ضلالة (١) .
فتدبّر ما نقلناه من لفظ حتّى تعرف صحّة النقل، ومخالفة ابن تيميّة لكلّ علماء الإسلام في مسائل اُصول الدين، وخروجه عن عقيدة علماء الدين وعامة اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحقيقة.
النوع الثالث : من المكفّرات لابن تيميّة ما يرجع إلى تنقيص الأنبياء مثل قوله إنّ الأنبياء غير معصومين، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا جاه له ولا يتوسل به، وإنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصيّة لا تقصر الصلاة فيه، حكاه ابن حجر في الفتاوى الحديثيّة (٢) .
وقال في الجوهر المنظم : بل زعم حرمة السفر لها إجماعاً، وإنّه لا تقصر فيه الصلاة، وأنّ جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعة (٣) . انتهى موضع الحاجة.
وقال سند المحدّثين البرنسي في إتحاف أهل العرفان : وقد تجاسر ابن تيميّة الحنبلي ـ عامله الله تعالى بعدله وادّعى أنّ السفر لزيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حرام، وأنّ الصلاة لا تقصر فيه لعصيان المسافر به (٤) . إلى آخره.
وقال الإمام تقي الدين السبكي في السيف الصقيل : ولم يقتصر على العقائد في علم الكلام حتّى تعدّى وقال : إنّ السفر لزيارة النبيّ معصية (٥) .
____________________
(١) انظر جلاء العينين في محاكمة الأحمدين : ٢٩٧ - ٢٩٨.
(٢) الفتاوى الحديثية : ٨٥.
(٣) الجوهر المنظم (الوهابية المتطرفة موسوعة نقديّة ١) : ٦٦.
(٤) عنه في استخراج المرام من استقصاء الإفحام ١ : ٢١٢.
(٥) السيف الصقيل ردّ ابن زفيل : ١٨.