الخطبة لبنت أبي جهل، وأنّ في إيمانه قولين لأنّه آمن في حال صباه، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذمّ مصاهرته، وأنّ إثبات إيمانه وعدالته موقوف على إثباتهما للشيخين، وأنّه وفاطمة كرها ما رضي الله وردّا أمر الله وسخطا حكمه، وقال : صدرت منه ذنوب اقتضت أن يكفّره بها الخوارج، ذكر ذلك في صفحة ١٢٠ من الجزء الثاني من منهاج السنّة (١) .
وفي صفحة ١١٨ منه أنكر أن يكون المراد بالقربى في الآية ذوي قربى النبيّ ، ونفى وجوب المودّة لهم بالآية، وغلّط المستدلّ بالآية على ذلك (٢) ، وحتّى نفى طهارة أهل البيت في صفحة ١١٧ من هذا الجزء، وأنّ المراد بالآية أمرهم بالطهارة لا إخبارهم بوقوعها (٣) .
كلّ ذلك بغضاً وعداوةً لأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الموجب لإنكار ما علم ضرورة من الدين في حقّهم، فيكون ابن تيميّة كافراً بإجماع المسلمين المحقّين.
[كلام فريد الدين نيسابوري المعروف بعطار(٤) ] :
قال ابن حجر في الصواعق : قال الشيخ الجليل فريد الدين أحمد بن محمّد النيسابوري رحمهالله : من آمن بمحمّد ولم يؤمن بأهل بيته فليس بمؤمن،
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٣٦ - ٣٧.
(٢) نفس المصدر ٤ : ٢٥ - ٢٦.
(٣) نفس المصدر ٤ : ٢١.
(٤) كان كأبيه طبيباً عطاراً أي صيدلياً، وكان أيضاً من كبار مشايخ الصوفيين، ولد في كدكن من قرى نيشابور سنة ٥١٣ أو ٥٣٧ هـ، وقتل بيد المغول سنة ٦٢٧ هـ، وقبره معروف في نيشابور، من مصنّفاته : تذكرة الأولياء، ومنطق الطير، وغيرهما. انظر الأنوار الساطعة في المائة السابعة (طبقات أعلام الشيعة) : ١٤٧.