قريش أهانه الله» (١) .
وروى أيضاً بإسناده عن أبي هريرة : أنّ سبيعة بنت أبي لهب جاءت إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : يارسول الله إنّ الناس يصيحون بي ويقولون : إنّك ابنة حمّالة حطب النار. فقام عليهالسلام وهو مغضب شديد الغضب فقال : «ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي، ألا من آذى قرابتي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله » (٢) ومن آذى الله كان ملعوناً لقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ ) (٣) فإذن ظهر وجه الاستدلال ظهوراً لايرتاب فيه عاقل.
وكان الحاكم أبو عبد الله الحافظ يقول : يجب على الرجل أن يحذر من معاندة الشافعي وبغضه وعداوته لئلاّ يدخل تحت هذا الوعيد (٤) انتهى.
فكيف بمن يخطّئ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في مسائل كثيرة، وينسبه إلى الجهل بالنصّ، وعدم اتّباع السنّة، وإلى مخالفة النصّ المتواتر، ويخطّئه في حروبه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في صفّين والجمل، ويشنّع عليه بفسادالرأي في الخلافة، وبحبّ الرئاسة، وأنّه قتل المسلمين على الولاية والرئاسة لا للديانة، وأنّ خلافته لم يحصل للمسلمين فيها إلاّ الشرّ والفتنة في دينهم ودنياهم ، وأنّه آذى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفاطمة في
____________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ١ : ١٧١ و ١٨٣، سنن الترمذي ٥ : ٣٧٣ / ٣٩٩٦، المصنّف لابن أبي شيبة ٦ : ٤٠٦ / ٣٢٣٨٢، مسند أبي يعلى ١ : ٣٢٧ / ٧٧١، المعجم الأوسط للطبراني ٤ : ١٣٤ / ٣٢٢٤.
(٢) ذخائر العقبى : ١٧، اُسد الغابة ٧ : ١٣٩ / ٦٩٨٢، الإصابة ٧ : ١٠٢ / ١١١٤٢.
(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٧.
(٤) مناقب الشافعي للرازي : ٣٨٤ - ٣٨٥.