معالم العترة (١) .
وقال عليّ بن الحسين رضياللهعنه في أثناء حديث : «أنّ الله عزّوجلّ ذكر أقواماً بآبائهم فحفظ الأبناء للآباء قال الله تعالى : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَــلِحًا ) ولقد حدّثني أبي عن آبائه : إنّه كان التاسع من ولده ونحن عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم احفظوها لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » أخرجه الزرندي ونقله عنه السمهودي (٢) .
فويل لابن تيميّة المتجرّي على تدليس الباطل والمطبوع على الخيانة والكذب في حقّ أهل بيت النبيّ، والمشنّع عليهم، والمنقّص لهم، والمخطِّئ لعلمائهم الراسخين في العلم والوارثين له من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما عرفت.
وهذا الإمام الفخر الرازي يقول : إنّ تخطئات الإمام الشافعي إيذاء لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّه قرشيّ. قال في رسالته الموضوعة في ترجيح الشافعي على غيره من المجتهدين : الحجة السادسة : القول بإنّ قول الشافعي خطأ في مسـألة كذا إهانة للشافعي القرشي، وإهانة القرشي غير جائزة، فوجب أن لا يكون القطع بخطائه في شيء من المسائل.
إنّما قلنا : إنّ تخطئته إهانة; لأنّ اختيار الخطأ إن كان للجهل فنسبة الإنسان إلى الجهل إهانة، وإن كان مع العلم كانت مخالفة الحقّ مع العلم بكونه حقّاً من أعظم أنواع المعاصي، وكانت نسبة الإنسان اليه إهانة له.
وإنّما قلنا : إنّ إهانة القرشي غير جائزة; لما روى الحافظ بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص أنّه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «من يريد هوان
____________________
(١) الشيخ الحافظ أبو محمّد عبد العزيز بن محمود المبارك البزار البغدادي الحنبليّ، المحدّث المكثر المصنّف، له كتب، منها معالم العترة النبويّة، توفّي سنة ٦١١ هـ. البدايةوالنهاية ١٣ : ٧٠. كشف الظنون ٢ : ١٧٢٦، الكنى والألقاب ١ : ١٩٩ ـ ٢٠٠.
(٢) معارج الاُصول : ١١٥، وانظر جواهر العقدين ٢ : ٢٦٦، ورشفة الصادي : ١٥٣.