وجعل الكلام في اليد اُنموذجاً يحتذي عليه في جميع الصفات التي يسميّها الصفات الخبريّة (١) ، وقال قبل هذا ما لفظه : من قال : إنّ الظاهر غير مراد، بمعنى أنّ صفات المخلوقين غير مرادة. قلنا له : أصبت في المعنى لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهميّة طريقاً إلى غرضهم، وكان يُمكنك أن تقول : تُمَرُّ كما جاءت على ظاهرها (٢).
قال الشيخ شهاب الدين بن جبرئيل الكلابي في رسالة ردّ ابن تيميّة في إثبات الجهة ما لفظه : فنقول له : ما تقول فيما ورد من ذكر العيون بصفة الجمع، وذكر الجنب، وذكر الساق الواحدة، وذكر الأيدي، فإن أخذنا بظاهر هذا يلزمنا إثبات شخص له وجه واحد، وعيون كثيرة، وله جنب واحد عليه أيد كثيرة، وله ساق واحد، وأي شخص يكون في الدنيا أبشع من هذا (٣) . انتهى.
فظهر صدق الشهادة عليه بالجسميّة، وأنّه يقول : إنّ اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقيّة لله تعالى، وإن كان ابن حجر العسقلاني نقلها عن عقيدته الواسطيّة (٤) والحمويّة (٥) .
الفصل الثالث : في عبارته الدالّة على اعتقاده التركيب في الله، وأنّه يفتقر إلى أجزائه.
قال في منهاج السنّة في الجزء الأوّل في صفحة ٢٤٥ : وقوله [یعنی
____________________
(١) في نسخة : الجزئية بدل : الخبرية.
(٢) مجموعة الفتاوى ٦ : ٢١٥.
(٣) راجع الطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٩ : ٦٦.
(٤) مجموعة الفتاوى ٥ : ١٠٣، وراجع الدرر الكامنة ١ : ٩٣.
(٥) العقيدة الحموية الكبرى (مجموعة الرسائل ٥) : ٦٨، عنه في الدرر الكامنة ١ : ٩٣.