وروى العارفون من سلف أهل البيت : أنّ الإمام الحسين عليهالسلام لما انكشف له سرّه تدلى الخلافة الروحيّة التي هي الغوثيّة والإمامة الجامعة فيه وفي بنيه على الغالب استبشر بذلك، وباع في الله نفسـه لنيل هذه النعمة المقدّسـة، فمنّ الله عليه بأن جعل في بيته كبكبة الإمامة، وختم ببنيه هـذا الشأن على أنّ الحجّة المنتظر الإمام المهدي عليهالسلام من ذريته الطاهرة وعصابته الزاهرة (١) ، انتهى.
فاغتنم وكن من الشاكرين ولا تكن كابن تيميّة من الشاكّين المعاندين لأهل بيت النبيّ الطاهرين.
[كلامه في الإمام الصادق عليهالسلام ] :
فصل : ومن نصب ابن تيميّة تنقيصه من الإمام الصادق جعفر بن محمّد رضياللهعنه.
قال ابن تيميّة في صفحة ١٢٤ من الجزء الثاني من منهاج السنّة : وأمّا قوله : هو الذي نشر فقه الإماميّة والمعارف الحقيقيّة والعقائد اليقينيّة، فهذا كلام يستلزم أحد أمرين : إمّا أنّه ابتدع في العلم ما لم يكن يعلمه ممّن قبله، وإمّاأن يكون الذي قبله قصّر في ما يجب من نشر العلم، وهل يشكّ عاقل أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بيّن لاُمّته المعارف الحقيقيّة اليقينيّة أكمل بيان، وأنّ أصحابه تلقّواعنه ذلك و بلّغوه إلى المسلمين، وهذا يقتضي القدح إمّا فيه وإمّا فيهم (٢) ، إلى آخر كلامه الفاسد الظاهر في النصب والعداوة، وإلاّ فكلّ مسلم يعلم أنّ علم جعفر بن محمّد كلّه عن آبائه عن رسول الله، فهو أحد
____________________
(١) صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطميّة الأخيار : ٤٨ - ٤٩.
(٢) منهاج السنّة ٤ : ٥٣.