في قدح الزهري المتكلّم فيه :
فكيف يفضّل ابن تيميّة الزهري عليه، والزهري قد صحب الاُمراء لقلّة الديانة كما في كتاب تحصيل الكمال لعبد الحقّ.
وقال الذهبي في الجزء الأوّل الذي صنّفه في الرواة الثقات : وكذا تكلّم في الزهري لكونه خضّب بالسواد، ولبس زي الجند، وخدم هشام ابن عبدالملك (١) .
قال ابن الجوزي في كتابه تبليس إبليس : ومن تلبيس إبليس على الفقهاء : مخالطتهم للاُمراء والسلاطين ومداهنتهم، وترك الإنكار عليهم مع القدرة على ذلك، وربّما رخّصوا لهم ما لا رخصة فيه لينالوا من دنياهم فيقع بذلك الفساد لثلاثة :
الأوّل : الأمير فيقول : لو لا أنّي على صواب لأنكر علي الفقيه، وكيف لاأكون مصيباً وهو يأكل من مالي.
الثاني : العامي فإنّه يقول : لا بأس بهذا الأمير ولا بماله فإنّ فلاناً الفقيه لايبرح (٢) عنده.
والثالث : الفقيه يفسد دينه بذلك (٣) . انتهى.
وقال الإمام الشعراني في الطبقات الكبرى : وكان يقول يعني جعفر ابن محمّد الصادق : «الفقهاء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين» (٤) .
فلينصف المؤمن المحقّ أنّه هل يقاس من هو مصداق هذه الآفات
____________________
(١) الرواة الثقاة : ٢٦.
(٢) في النسختين : الا يزال، وما أثبتناه من المصدر.
(٣) تلبيس إبليس : ١١٨.
(٤) الطبقات الكبرى المسمّى بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار ١ : ٣٣.