جعفر، لقد رأيت الحَكَم عنده كأنّه عصفور مغلوب. ويعني بالحَكَم الحَكَم ابن عتيبة (١) ، وكان عالماً نبيلا جليلا في زمانه (٢) ، انتهى.
ولا نعني بأعلم أهل زمانه إلاّ من كانت العلماء عنده كعصفور مغلوب، وهل أحد سمّي بالباقر سواه؟!
قال الإمام الشعراني في الطبقات (٣) : قال النووي : سمّي بالباقر لأنّه بقرالعلم ـأي شقّه فعرف أصله وعرف خفيّه (٤) .
وقال الجوهري في الصحاح : التبقّر : التوسّع في العلم، قال : وكان يقال لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : الباقر; لتبقّره في العلم (٥) ، انتهى.
وقال محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول في الباب الخامس الذي عقده لمحمّد الباقر ما لفظه بحروفه : هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، ومتفوّق دَرِّه وراضعه، ومنمّق دُرّه وراصعه، صفا قلبه، وزكا علمه، وطهرت نفسه، وشرفت أخلاقه، وعمرت بطاعة الله أوقاته، ورسخت في مقام التقوى قدمه، وظهرت عليه سمات الازدلاف وطهارة الاجتباء ، فالمناقب تنبو إليه، والصفات تشرف به (٦) ، انتهى.
____________________
وابن عبّاس وأبي هريرة وغيرهم، أخذ عنه أبو حنيفة، وروى له البخاري وغيره، توفّي سنة ١١٤ هـ على المشهور. ميزان الاعتدال ٣ : ٧٠ / ٥٦٤٠.
(١) أبو أحمد الكندي مولاهم الكوفي، وقيل : أبو عمرو، وقيل : أبو عبد الله، عالم أهل الكوفة ، توفّي سنة ١١٥، وقيل : ١١٣ هـ. سير أعلام النبلاء ٥ : ٢٠٨ / ٨٣.
(٢) تذكرة الخواص : ٣٠٢، وانظر طبقات ابن سعد ٥ : ٣٢٣ - ٣٢٤، تاريخ دمشق ٥٤ : ٢٧٨، البداية والنهاية ٩ : ٣٢٢، مطالب السؤول : ٤٢٩، حلية الأولياء ٣ : ١٨٦.
(٣) انظر الطبقات الكبرى ١ : ٣٢ / ٣٨، وقد حكاه عن الثوري.
(٤) شرح مسلم للنووي ١ : ١٠٢.
(٥) الصحاح ٢ : ٥٩٤.
(٦) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : ٤٢٤.