عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) لا أصل له عند أهل العلم، بل هو من الأحاديث الموضوعة، وكذلك حديث تبليغ جابر له السلام (٢) هو من الموضوعات عند أهل العلم بالحديث (٣) ، انتهى.
أقول : أمّا طلبه الدليل على أنّ الإمام محمّد بن علي كان أعلم زمانه فهو نصّ في نصب ابن تيميّة، لأنّه لا يمكن أن يقال إنّه لم يطّلع على نصوص علماء الاُمّة على ذلك في كلّ كتاب ذكر فيه مناقب أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم .
قال سبط بن الجوزي في كتاب التذكرة في الفصل الذي ذكر فيه محمّد الباقر ما لفظه بحروفه : وقال ابن سعد : محمّد من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة، كان عالماً عابداً ثقةً، روى عنه الأئمّة أبو حنيفة وغيره، قال أبو يوسف : قلت لأبي حنيفة : لقيت محمّد بن علي الباقر؟ فقال : نعم، وسألته يوماً فقلت له : أراد الله المعاصي؟ فقال : أفيعصى قهراً! قال أبوحنيفة : فما رأيت جواباً أفحم منه.
وقال عطاء (٤) : مـا رأيت العلماء عند أحـد أصـغر علمـاً منهـم عند أبي
____________________
(١) انظر سرّ السلسة العلويّة لأبي نصر البخاري : ٣٢، الفصول المهمّة : ٢١١، المختار من المناقب الأخيار لابن أثير الجزري : ٣٠، عيون الأخبار لابن قتيبة ١ : ٣١٢، وفيه : قال زيد بن علي جواب هشام : وسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «باقراً»، الصواعق المحرقة : ١٢٠، نور الأبصار : ١٥٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠، تاريخ دمشق ٥٤ : ٢٧٦، معارج الاُصول للزرندي : ١٢١ - ١٢٢، عيون الأخبار لابن قتيبة ١ : ٣١٢، ملحقات إحقاق الحقّ ١٢ : ١٣ و ١٥٤.
(٣) منهاج السنّة ٤ : ٥١.
(٤) ابن أبي رباح، أبو محمّد القرشي، مولى آل خثيم، تابعي، مفتي مكّة، من مولدي الجَنَد بلدة مشهورة في اليمن، ولد في خلافة عثمان، حدّث عن اُمّ سلمة وعائشة