المجذوم الذي يجب الفرار منه...
ومنهم : ابن تيميّة الذي ألّف كتابه المسمّى بالواسطة وغيره، فقد ابتدع ماخرق به إجماع المسلمين، وخالف الكتاب والسنّة الصريحة والسلف الصالح، واسترسل مع عقله الفاسد وأضلّه الله على علم، فكان إلهه هواه ظنّاً منه أنّ ما قاله حقّ، وما هو بالحقّ وإنّما هو منكر من القول وزور، إلى آخره (١) .
في أنواع المشهود به على ابن تيميّة المكفِّرة
أقول : فتحصّل من هذه الهدايات أنواع من الشهادات بالمكفِّرات :
النوع الأوّل : من المشهود به عليه في حقّ الله تعالى عقيدته في الجهة، وما نقل عنه فيها من الأقوال الباطلة كما عرفته من اليافعي في مرآة الجنان (٢) ..
وادّعائه الجهة والتجسيم، ونسبته من لم يعتقدهما إلى الضلال والتأثيم على ماعرفته من نقل سند المحدّثين في إتحاف أهل العرفان (٣) ..
وذهاب ابن القيم وشيخه ابن تيميّة إلى إثبات الجهة والجسميّة لله، تعالى عمّا يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً، كما عرفته من ابن حجر في شرح الشمائل (٤) ..
وأنّه خرق سباح عظمته وكبرياء جلاله بما ظهر للعامّة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدّمين
____________________
(١) تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد : ٩ - ١٢.
(٢) راجع ص : ٧١ - ٧٢.
(٣) راجع ص : ٧٩.
(٤) راجع ص : ٩١، أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل : ١٧٢ - ١٧٣.