ومؤلّفاته، ثمّ بيان نبذة عن حياة ابن تيميّة، ومنهجنا في التحقيق.
حياة المؤلِّف :
ولد السيد حسن الصدر في مدينة الكاظميّة، يوم الجمعة ٢٩ شهر رمضان المبارك سنة ١٢٧٢ هـ في عائلة علمية عريقة، ينحدر نسبها إلى الإمام باب الحوائج موسى بن جعفر عليهالسلام .
وقد نشأ السيد وترعرع في حجر والده المكرّم، فبذل في تربيته غاية جهده، وتفرغ لتثقيفه حتّى بلغ به درجات العلى في علوم وفنون اللسان، وما أن بلغ الخامسة عشرة من عمره حتّى أتقن الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع، وأخذ العلوم عن أساتذة مهرة من علماء الكاظميّة، اختارهم له والده، وكان رقيباً عليه، يشدّ أزره معهم، ولا يدّخر جهداً في دعوته إلى الإمعان بالبحث.
ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره خرج من سطوح الفقه والاُصول، واللّتان أخذهما عن أبيه بكلّ دقّة وإتقان.
وفي سنة ١٢٩٠ ه ارتحل السيّد إلى مدينة النجف الأشرف (١) ، فشمّر هناك عن ساعد الجدّ، فدرس علمي الحكمة والكلام على محمّد باقر الشكيّ، ثمّ أكملهما على الشيخ محمّد تقي الكلبايكانيّ والشيخ عبد النبيّ الطبرسيّ.
ولم يزل عاكفاً في النجف منشغلا في تحصيله العلمي، حتّى غادرها إلى سامراء ليكمل مراحل تحصيله على الإمام الشيرازي في عام ١٢٩٧ هـ، وقد عنى الاُستاذ بأمره، واهتمّ به غاية الاهتمام، فتوغّل مع من كان معه من
____________________
(١) مهبط العلم ومهوى أفئدة العلماء، منذ أن هاجر إليها الشيخ الطوسي رحمهالله .