وجرارنا مملوءة دماً (١) .
وفي أحاديث غيرها : أنّ السماء اسـودّت حتّى رُئيت النجـوم نهاراً، ولم يرفع حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط (٢) . انتهى موضع الحاجة.
وقال ابن الصبّاغ المالكي المكّي في كتابه الفصول المهمّة : ثمّ إنّهم دخلوا بالرأس فوضعوه بين يدي يزيد، وكان في يده قضيب، فجعل ينكت به في ثغره ثمّ قال : ما أنا وهذا إلاّ كما قال الحصين :
أبوا قومنا أن ينصفونا فأنصفت |
|
قواضب في أيماننا تقطر الدما |
نفلِّق هاماً من رؤوس أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
فقال أبو برزة كان حاضراً : أتنكت يا يزيد بقضيبك في ثغر الحسين؟! أماأ نّه لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يرشفه (٣) .
قال : ثمّ إنّه أدخل نساء الحسين والرأس بين يديه (٤) . إلى آخر ما ذكره. وقال قبل نقله هذا : ثمّ إنّ القوم ساقوا الحريم والأطفال كما تساق الأسارى حتّى أتوا الكوفة، قال : فلمّا دخلوا على عبيد الله بن زياد أرسل بهم ابن زياد وبرأس الحسين صبيحتهم إلى الشام إلى يزيد بن معاوية مع شخص يقال له : زجر بن قيس ومعهم جماعة هو مقدّمهم، وأرسل بالنساء والصبيان على أقتاب الجمال عرايا حفايا مسلّبات ومعهم علي بن الحسين،
____________________
(١) انظر الثقات لابن حبّان ٥ : ٤٨٧، دلائل النبوة للبيهقي : ٤٧١، ذخائر العقبى : ١٥٥، تهذيب الكمال ٦ : ٤٣٣، وينابيع المودّة ٣ : ١٥ / ١٨.
(٢) انظر الصواعق المحرقة ٢ : ٥٦٨، المواهب اللدنيّة ٣ : ٥٦٩، ينابيع المودّة ٣ : ١٥ / ١٩.
(٣) الفصول المهمّة : ١٩٤، وانظر الكامل في التاريخ لابن الأثير ٤ : ٨٥، نهاية الأرب للنويري ٢٠ : ٤٦٨.
(٤) الفصول المهمّة : ١٩٤، وانظر الكامل في التاريخ لابن الأثير ٤ : ٨٥، نهاية الأرب للنويري ٢٠ : ٤٦٨.