إلجام العوام بالكلّية طريقاً إلى الاقتصاد في الاعتقاد، وبحيث لا تزل الأقدام عن السواء، ولا تضلّ الأفهام بالأهواء، وإلاّ فمن يخفى عليه الجواز والاستحقاق؟ وكيف لا يقع عليهما الاتّفاق (١) ؟، إلى آخر كلامه.
وهو الكلام الحقّ، لكن ابن تيميّة أنكر ما تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء، بغضاً منه وعداوة لآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونفى عن يزيد قتل الحسين، وسبي نسائه، ونكت الرأس الشريف، وكلّ قبائح أفعاله مع نصّ جمهور أهل السنّة بإثبات ذلك (٢) .
[كلام المتلخص بكشفي تلميذ الدهلوي] :
قال العلاّمة شاه سلامة الله (٣) في تحرير الشهادتين ما لفظه : فلا ريب في أنّ يزيد هو الآمر بقتل الحسين والراضي به والمستبشر بذلك، وعلى ذلك عقيدة جمهور أهل السنّة والجماعة، كما في الكتب المعتمدة مثل : مفتاح النجاة للميرزا محمّد بدخشي (٤) ، ومناقب السادات لملك العلماء
____________________
(١) شرح المقاصد ٥ : ٣١٠ - ٣١١.
(٢) راجع ما مرّ في الصفحات : ٢٩٨.
(٣) في هامش النسختين : المتلخّص بكشفي تلميذ الملاّ عبد العزيز الدهلوي صاحب التحفة الإثنى عشريّة، الحنفي القارئ، حرّر رسالة اُستاذه ملاّ عبد العزيز المسمّاة بسرّ الشهادتين شهادة الحسن والحسين عليهماالسلام.
(٤) الشيخ العالم المحدّث الميرزا محمّد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشانيّ، أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال. مؤلّف مفتاح الفلاح في مناقب آل العبا، ونزل الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار، توفّي سنة ١٢٠٠ هـ، وفي خلاصة العبقات كان حيّاً سنة ١٢٢٦ هـ. راجع نزهة الخواطر ٦ : ٢٥٩، الغدير ١ : ١٤٣ / ٣٢٣.