القاضي شهاب الدين الدولة آبادي (١) ، وشرح العقائد النسفي لسعد الدين التفتازاني، وتكميل الإيمان للشيخ المحدّث عبد الحقّ الدهلوي (٢) ، وغير ذلك من الكتب المعتمدة التي ذكروا فيها ذلك بالشواهد والدلائل، ولهذا ثبت لعن هذا الملعون بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة، وهو مختار راقم هذه الحروف، ومختار اُستاذه، وأنّ يزيد كان راضياً ومستبشراً، وهو الآمر بقتل الحسين فاستحق اللعنة الأبديّة والوبال والنكال السرمدي، ولو تأمّل المتأمّل في حاله لحكم بقصور الاقتصار على مجرد لعنه كما أفاده اُستاد البريّة صاحب التحفة الإثنى عشريّة في رسالة حسن العقيدة في الحاشية على كلمة : «عليه ما يستحقّه» فإنّه علّق عليها ما لفظه : إنّها كناية عن اللعن والكناية أبلغ من التصريح.
قال : والحقّ إنّ الاكتفاء باللعنة في حقّ يزيد من القصور، لأنّ ذلك جزاء قتل مطلق المؤمن شرعاً قال الله تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَــلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) (٣) وليزيد زيادات على القتل وخصوصيّات لا تعدّ، فله زيادات
____________________
(١) ملك العلماء، أحمد بن شمس الدين بن عمر الزوالي الدولة آباديّ، الهندي، الحنفي، شهاب الدين، مفسّر، نحوي، عارف بالبلاغة، تولّى القضاء، من مؤلّفاته : البحر الموّاج والسراج الوهّاج في تفسير القرآن، أسباب الفقر والغناء، وغيرهما، توفّي سنة ٨٤٨ هـ. انظر نزهة الخواطر ٣ : ١٩، الأعلام للزركلي ١ : ١٧٨.
(٢) عبد الحقّ بن سيف الدين بن سعد الله الدهلويّ ثمّ البخاريّ، الحنفيّ، الملقّب بحقّي القاضي، أبو محمّد، محدّث، صوفي مشارك في بعض العلوم، من تصانيفه الكثيرة : زبدة الآثار في أخبار قطب الأخيار، جذاب القلوب إلى ديار المحبوب في أحوال المدينة المنوّرة ، وغيرهما، توفّي سنة ١٠٥١ أو ١٠٥٢ هـ . انظر أبجد العلوم ٣ : ١٨٢، كشف الظنون ١ : ٥٨١، معجم المؤلّفين ٥ : ٩١.
(٣) سورة النساء ٤ : ٩٣.