عنده، فاضطر إلى القول بأزليّة جنس العرش وقدمه وتعاقب أشخاصه الغير المتناهية، فمطلق التمكّن له تعالى أزلي بزعمه، والتمكّنات المخصوصة حوادث عنده، كما ذهب المتكلّمون إلى حدوث المتعلّقات (١) . انتهى (٢) .
شهادة الشيخ شهاب الدين الكلابي :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة : أن مقالة الشافعيّة والحنفيّة والمالكيّة ـفي نفي الجهة ـ يلزمها أن يكون ترك الناس بلا كتاب ولا سنّة أهدى لهم. شهدعليه بذلك الشيخ شهاب الدين الكلابي في رسالة ردّ ابن تيميّة، ثمّ قال : أَفتُراهم يكفّرونك بذلك أم لا؟ ثمّ جعلت أنّ مقتضى كلام المتكلمين أنّ الله تعالى ورسوله وسلف الاُمّة تركوا العقيدة حتّى بيّنها هؤلاء (٣) .
إلى أن قال : فإنّه يعني ابن تيميّة إنّما تلقَّف ما نزع به في مخالفة الجماعة، وأساء القول على المسألة من حثالة الملاحدة الطاعنين في القرآن، وسنبيّن ضلالهم، ويُعلَم إذ ذاك من هو من فراخ الفلاسفة واليهود، ثمّ لو استحيى الغافل لعرف مقدار علماء الاُمّة رحمهمالله تعالى، ثمّ هل رأى من ردّعلى الفلاسـفة واليهود والروم والفرس غير هؤلاء الذين جـعلهم فراخهم (٤) ، إلى آخره.
فتأمّل كيف يشنّع على علماء الاُمّة، وله الفضائح في هذه الرسالة في مسألة الجهة.
____________________
(١) في المصدر : التعلّقات بدل : المتعلّقات.
(٢) حلّ المعاقد : ٨٠ - ٨١.
(٣) التوفيق الربّاني الرسالة الخامسة : ١٨٥، طبقات الشافعية ٩ : ٦٩.
(٤) التوفيق الربّاني الرسالة الخامسة : ١٨٦، طبقات الشافعية ٩ : ٦٩ - ٧٠.