الصحيحين وغيرهما من الصحاح الدّالة على أنّه انموذج رسول الله وشبيهه في العلم والعمل، لكن ابن تيميّة وأمثاله من الحشويّة من أجهل الناس وأضلّهم، فيهم نوع من ضلال الملاحدة، ونوع من خبث الخوارج، وليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أعظم إفتراء للكذب على الله ورسوله وتكذيباً بالحقّ من المنتمين إلى الحشو، ولهذا لا يوجد التشبيه والتجسيم والإلحـاد أكثر ممّا يوجد فيهم، ومنهـم ابن تيميّة كفّر جميع المسـلمين ولم يستثنِ إلاّ مَن كان على عقيدته الفاسدة، وصار يعادي خيار عباد الله الصالحين، ويوالي الخوارج المارقين من الدين، فشقّ العصا، وشوّش عقائد الناس، وأفسد في الأرض، كما شهد عليه بذلك علماء عصره وقضاة مصره، وقد تقدّمت شهاداتهم بكفره وضلاله بعباراتهم المفصّلة في هدايات.
نفي اختصاصه عليهالسلام بعلم من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذب الكتب المنسوبة إليه :
وحمله نصبه إلى نفي أن يكون عند عليّ علم من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خصّه به :
قال في صفحة ١٧٨ : والكتب المنسوبة إلى عليّ أو غيره من أهل البيت في الأخبار بالمستقبلات كلّها كذب مثل كتاب الجفر والبطاقة وغير ذلك، وكذلك ما يضاف إليه من أنّه كان عنده علم من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خصّه به دون غيره من الصحابة (١) . انتهى.
أقول : في سنن النسائي عن عبد الله بن نجي عن أبيه قال : قال عليّ : «كانت لي منزلة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه كلّ سحر أقول : السلام عليك يا نبي الله، فإن تنحنح انصرفت
____________________
(١) منهاج السنّة ٨ : ١٣٦.