الحاضرين : يعزر. فقال البكري : لا معنى لهذا القول فإنّه إن كان تنقيصاً يقتل، وإن لم يكن تنقيصاً لا يعزر.
ومنهم من نسبه إلى النفاق لقوله في عليّ عليهالسلام ما تقدّم، ولقوله : إنّه كان مخذولاً حيث ما توجّه، وإنّه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها، وإنّما قاتل للرئاسة لا للديانة، ولقوله : إنّه كان يحبّ الرئاسة، وإنّ عثمان كان يحبّ المال، ولقوله : أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول، وعليّ عليهالسلام أسلم صبياًوالصبي لا يصحّ إسلامه على قول، ولكلامه في قصّة خطبة بنت أبي جهل( وما نسبه من الثناء على قصّة) (١) أبي العاص بن الربيع، وما يؤخذ من مفهومها ، فإنّه شنّع في ذلك فألزموه بالنفاق; لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يبغضك إلاّمنافق» (٢) .
ونسبه قوم إلى أنّه يسعى في الإمامة الكبرى، فإنّه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويُطْريه فكان ذلك مؤكّداً لطول سجنه، وله وقائع شهيرة، وكان إذا حوقق واُلزم يقول : لم أرد هذا إنّما أردت كذا، فيذكر احتمالاً بعيداً (٣) . انتهى موضع الحاجة من كلام الحافظ العسقلانيّ.
شهادة العلائي صلاح الدين :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بأن من أطلق عليه شيخ الإسلام فهوكافر ، شهد عليه بذلك العلاء البخاري، وصرّح به في مجلسه، كما نقله
____________________
(١) بدل ما بين القوسين في المصدر : ومات وما نسبها (نسيها) من الثناء على... وقصّة.
(٢) مسـند أحمد ١ : ٩٥، صحيح مسلم ١ : ٨٦ / ١٣١، سنن ابن ماجة ١ : ٤٢، سنن النسائي ٨ : ١١٧، كتاب السنّة لعمرو بن أبي عاصم : ٥٨٤ / ١٣٢٥، مصنّف ابن أبي شيبة ٦ : ٣٦٨ الباب ١٨، كنز العمّال ١١ : ٦٢٢ / ٣٣٠٢٨.
(٣) الدرر الكامنة ١ : ٩٢.