قال : وحكى لي بعض أشياخنا عن ذلك اليوم أنّ جماعة سألوا جدّي عن يزيد؟ فقال : ما تقولون في رجل ولي ثلاث سنين، في السنة الاُولى قتل الحسين ، والثانية أخاف المدينة وأباحها، والثالثة رمى الكعبة بالمجانيق وهدمها؟ فقالوا : نلعن؟ فقال : فالعنوه (١) . انتهى موضع الحاجة من كلامه.
ولو أردنا جمع كلمات العلماء في كفره ولعنه لأطال بنا المقام، وفيما ذكرنا كفاية لمن أنصف وتدبّر.
فصـل :
في تنقيصه وتشنيعه في الأئمّة من أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو كفر بإجماع الأئمّة الأربعة، لأنّه إنكار لأمر متواتر من الشرع، معلوم من الدين بالضرورة، أعني وجـوب تعظيمهم ومودّتهم، وقد اعتقد ابن تيميّة عكس ما تواتر من الشرع المعلوم من الدين بالضرورة، فنقّص وشنّع وبالغ في الحطّ من أهل البيت الطاهرين، فمن تنقيصاته في الأئمّة الاثنى عشر من أهل البيتعليهمالسلام:
ما ذكره في صفحة ٢٣٠ من الجزء الأوّل من منهاجه من نفي تميزهم في شيء من العلم، ولا لهم فيه وراثة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل لهم حكم أمثالهم من أهل زمانهم، قال : وأمّا الحسن والحسين فمات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهما صغيران في سنّ التمييز، فروايتهما عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قليلة، وأمّا سائر الاثنى عشر فلم يدركوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقول [القائل] (٢) : إنّهم نقلوا عن جدّهم. إن أراد بذلك أنّه اُوحي إليهم ما قال جدّهم فهذه نبوّة كما كان
____________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٥٨ ـ ٢٦١، وانظر الردّ على المتعصّب العنيد المانع من ذم يزيد.
(٢) في النسختين : البتي، والمثبت من المصدر.