يقول : «لايكيد أحد أهل المدينة إلاّ انماع كما ينماع الملح في الماء» (١) .
وأخرجه مسلم أيضاً بمعناه وفيه : «لا يريد أهل المدينة أحد بسوء إلاّ أذابه الله في النار ذوب الرصاص» (٢) .
ولا خلاف أنّ يزيد أخاف أهل المدينة وسبى أهلها ونهبها وأباحـها وتسمّى وقعة الحرة، وسببه ما رواه الواقدي (٣) ، وابن إسحاق (٤) ، وهشام ابن محمّد (٥) . وذكر القصّة.
ثمّ ذكر أشعاره الدالّة على فساد عقيدته، واستدلال جدّه على جواز لعنة يزيد ببعض ما تقدّم.
ثمّ قال : ولمّا لعنه جدّي أبو الفرج على المنبر ببغداد بحضرة الإمام الناصر وأكابر العلماء قام جماعة من الجفاة من مجلسه فذهبوا، فقال جدّي : ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود.
____________________
(١) صحيح البخاري ٣ : ٥٦ / ١٣٦.
(٢) صحيح مسلم ٢ : ١٠٠٧ / ١٣٨٦.
(٣) محمّد بن عمر بن واقد، الأسلمي بالولاء، أبو عبد الله الواقدي، القاضي ببغداد، من قدماء المؤرّخين، صاحب التصانيف، سمع من صغار التابعين فمن بعدهم بالحجاز والشام وبغداد، توفّي سنة ٢٠٧ وقيل : ٢٠٩ هـ. انظر سير أعلام النبلاء ٩ : ٤٥٤ / ١٧٢، الأعلام للزركلي ٦ : ٣١٠٠.
(٤) محمّد بن إسحاق بن يسار المطلبي ولاءً، أبو بكر، وقيل : أبو عبد الله المدني، صاحب السيرة، وكان عالماً، ذكياً، حافظاً، أخبارياً، نسّابة، ثبتاً في الحديث عند الأكثر، ولد بالمدينة سنة ٨٠ هـ، وتوفّي ببغداد سنة ١٥١ وقيل : ١٥٢ هـ. الطبقات الكبرى ٧ : ٣٢١٢، تهذيب الكمال ٢٤ : ٤٢٥.
(٥) أبو المنذر هشام بن محمّد بن السائب بن بشر بن زيد بن عمرو بن الحارث الكلبيّ الكوفي، المعروف بابن الكلبي، محدّث، إمامي، جليل القدر، حسن الحديث، مؤرّخ، نسّابة، عالم بأخبار العرب وأيامها وسيرهم، وكان حافظاً مفسّراً مؤلّفاً، توفّي سنة ٢٠٦ هـ. انظر رجال النجاشي : ٤٣٤ / ١١٦٦، تاريخ بغداد ١٤ : ٤٥ / ٧٣٨٦، نقد الرجال ٥ : ٥٢ / ٥٧١٢.