تدركني سنة ستّين، ولا إمرة الصبيان، وكانت ولاية يزيد فيها (١) . انتهى.
أقول : فأين يقع بعد هذه العظائم حديث غزو الروم، فيزيد ليس من أهل المغفرة حتّى يدخل في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «مغفور لهم» (٢) .
ولو كابر مكابر فنقول : قد صحّ قوله : «لعن الله من أخاف مدينتي» (٣) والآخر ينسخ الأوّل.
وقد قال سبط بن الجوزي ما لفظه : وأمّا قوله عليهالسلام : «أوّل جيش يغزوا القسطنطنية» فإنّما يعني أبا أيوب الأنصاري لأنّه كان فيهم، ولا خلاف أنّ يزيدأخاف أهل المدينة وسبى أهلها ونهبها وأباحها، (وتسمي وقعة الحرّة) (٤) .
وذكر ما ذكر أحمد في مسنده بإسناده عن السائب بن خلاّد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا» (٥) .
وقال البخاري : حدّثنا حسين بن حريث، أخبرنا أبو الفضل، عن جعيد، عن عائشة قالت : سمعت سعداً يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
____________________
(١) جواهر العقدين (مخطوطة مجلس الشورى) الورقة ١١٢.
(٢) راجع ص : ٣٠٠.
(٣) ورد بهذا المضمون في مسند أحمد ٤ : ٥٦ ، المصنّف لعبد الرزاق ٩ : ٢٦٣ ، تاريخ دمشق ٥٨ : ١٠٩ ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة بتحقيق الزيني ١ : ١٨٣ ، وبتحقيق الشيري ١ : ٢٣٦ .
(٤) انظر تذكرة الخواص الهامش (٣) من الصفحة : ٢٥٨، وما بين القوسين ليس في المصدر.
(٥) مسند أحمد ٤ : ٥٥ - ٥٦، المصنّف لابن أبي شيبة ٦ : ٤٠٩ / ٣٢٤١٧، المعجم الكبير للطبراني ٧ : ١٤٣، السنن الكبرى للنسائي ٢ : ٤٨٣ / ٤٢٦٥ - ٤٢٦٦.