الله والملائكة والناس أجمعين» (١) ولا خلاف أنّ يزيد غزا المدينة بجيش مسلم بن عقبة وأخاف أهلها (٢) .
قال السيد السمهودي بعد هذا : قلت : حصل من ذلك الجيش من القتل والسبي والفساد وإخافة أهل المدينة ما هو مشهور معلوم، ولم يرض مسلم بن عقبة إلاّ يبايعوه ليزيد على أنّهم خول له إن شاء باع وإن شاء أعتق (٣) . فقال بعضهم (٤) : البيعة على كتاب الله وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فضرب عنقه، وقتل بقاياالصحابة وأبناءهم، ثمّ انصرف جيشه هذا إلى مكّة المشرّفة لقتال ابن الزبير، فوقع منهم رمي الكعبة بالمنجنيق، وإحراقها بالنار، فلا شيء أعظم من هذه العظائم التي وقعت، وهي مصداق ما رواه أبو يعلى من حديث أبي عبيدة رفعه : «لا يزال اُمراء اُمّتي قائمين بالقسط حتّى يتسلّمه رجل من بني اُميّة يقال له : يزيد» (٥) . ورواه غير أبي يعلى بدون تسمية يزيد (٦) ; لأنّهم كانوا يخافون من تسميته.
ولهذا روى ابن أبي شيبة (٧) وغيره (٨) عن أبي هريرة أنّه قال : اللهم لا
____________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٥٥.
(٢) انظر الردّ على المتعصب العنيد المانع من ذمّ يزيد : ٤١، تذكرة الخواص : ٢٥٨، الصواعق المحرقة ٢ : ٦٣٥.
(٣) راجع مرآة الزمان لابن الجوزي ٨ : ٢٠٧.
(٤) وهو سعيد بن المسيب كما في مرآة الزمان ٨ : ٢١٦.
(٥) مسند أبي يعلى ١ : ٣٥٩ / ٨٦٧ – ٨٦٨ ، بتفاوت يسير.
(٦) الفتن لنعيم بن حمّاد : ١٩٠ / ٧٨٢، بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث : ١٩٤ / ٦١٥، مجمع الزوائد ٥ : ٢٤١، كنز العمّال ١١ : ١٦٨ / ٣١٠٦٩ - ٣١٠٧٠.
(٧) عنه في فتح الباري ١٣ : ٨.
(٨) الأنساب للسمعاني ٢ : ٥٦٩ / ٤٠٤٠، تاريخ دمشق ٥٩ : ٢١٧، سير أعلام النبلاء ٢ : ٦٢٦.