يوحى إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ما قاله غيره من الأنبياء، وإنّ أراد أنّهم سمعوا ذلك من غيرهم فيمكن أن يسمع من ذلك الغير الذي سمعوه منهم سواء كان ذلك من بني هاشم أو غيرهم، فأي مزيّة لهم في النقل عن جدّهم (١) .
إلى أن قال : بل في غيرهم من هو أعلم بالسنّة من أكثرهم. قال : فالزهري أعلم بأحاديث النبيّ وأحواله وأقواله باتّفاق أهل العلم من أبي جعفر محمّد بن عليّ وكان معاصراً له، وأمّا موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمّد بن عليّ، فلا يستريب من له من العلم نصيب أنّ مالك بن أنس، وحمّادبن زيد ، وحمّاد بن سلمة، والليث بن سعد، والأوزاعي، ويحيى بن سعيد، ووكيع ابن الجرّاح، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وأمثالهم، أعلم بأحاديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من هؤلاء.
إلى أن قال في آخر الصفحة : ويقال ثانياً : متى يثبت النقل عن أحد هؤلاء كان غايته أن يكون كما لو سمع منه وحينئذ فله حكم أمثاله (٢) .
أقول : الإنصاف في المقام ما قاله الإمام الحافظ المحقّق المجمع على فضله وعلمه أحمد بن حجر العسقلاني قال في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري في شرحه لحديث أبي هريرة قال : أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كخ كخ أما شعرت إنّا لا نأكل الصدقة» (٣) الخبر ما معناه.
____________________
(١) منهاج السنّة ٢ : ٤٥٩.
(٢) نفس المصدر ٢ : ٤٥٩ - ٤٦٠.
(٣) البخاري ٢ : ٦٢٨ / ١٣٩٤، سنن الدارمي ١ : ٣٨٧، سنن النسائي ٥ : ١٥٤ / ٨٦٤٥، السنن الكبرى للبيهقي ٧ : ٢٩، الجامع الصغير للسيوطي ٢ : ٢٧٠ / ٦٢٢٦.