أبو بكر ابن عبد الرحمن المتقدّم، ذكره في كتابه وجوب الحمية المذكور آنفاً قال :
وابن تيميّة وأشباهه يسبّون الشيعة، والرافضة كما في كتابه الذي سمّاه منهاج السنّة، حتى رمز في مواضع وأبان في اُخرى بتكفير طوائف من أهل البيت الطاهر المتمذهبين بمذهب الشيعة، ذكر ذلك في الصفحة العاشرة من كتابه المطبوع بمطبعة الإمام في سنغافورا سنة ١٣٢٨.
شهادة السيد أبي بكر في كتابه وجوب الحمية :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بتكذيب أحاديث صحاح وحسان وجياد وردت في فضل علي عليهالسلام وأهل بيته، شهد عليه بذلك صاحب وجوب الحمية السيد أبو بكر المتقدّم، ذكره زاد الله في شرفه قال في صفحة ٣٩ : فقول ابن تيميّة : إنّ أكثر الخطب التي في نهج البلاغة كذب على علي رضياللهعنه (١) ، هو الكذب بعينه :
ماذا يضرّ الشمس وهي منيرة |
|
أن لا يرى الخفاش ساطع نورها |
ولا يُستغرب من ابن تيميّة تكذيبه، فإنّه قد كذّب أحاديث صحاحاً وحساناً وجياداً وردت في فضل عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ وأهل بيته، وتراه يحطب ليلا ويستدلّ بالضعاف وبالمقالات التي هي أشبه بالاسمار على فضائل غيره، وخدش مقامه الرفيع المنيع، يعرف صحّة ما قلناه كلّ من طالع كتابه الذي سمّاه منهاج السنّة، فيا للأسف لعالم متضلّع من علماء الإسلام يتّخذ التكذيب سلاحاً يدرأ به شبهات مقلّديه، ويستر به هفوات سابقيه، ويخرجه التعصب والهوى إلى مثل هذه التهورات المخيفة، وبماذا
____________________
(١) منهاج السنّة ٨ : ٥٥.