أبواب علم رسول الله، وهم أولى برسول الله وعلمه من غيرهم، وهم الذين قرنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرآن، وأنّهما لا يفترقان حتّى يردا عليه الحوض، وفي القرآن تبيان كلّ شيء، وقد علّمهم علم ذلك، وأمر الاُمّة بالتمسّك بهما، وأنّ التمسّك بهما يرفع الضلالة (١) ، فمن يكون مثلهم؟؟
كلام أبي حنيفة النعمان :
قال في تهذيب الكمال في أسماء الرجال في ترجمة الإمام جعفر ابن محمّد الصادق بعد ما عدّ من روى عنه وثناء الأئمّة عليه ما لفظه بحروفه : وعن أبي حنيفة قال : ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمّد، ولمّا رأيته دخلني منه الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور (٢) .
وفي الجزء الأوّل من جامع مسانيد أبي حنيفة لقاضي القضاة محمّد ابن محمود بن مسلم الخوارزمي، المتوفّي سنة خمس وخمسين وستمائة، في صفحة ٢٢٢ من النسخة المطبوعة بحيدر آباد الدكن سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة بعد الألف : أنّ أبا حنيفة قال : جعفر بن محمّد أفقه من رأيت، ولقد بعث إليّ أبو جعفر المنصور : أنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمّد فهيّئ له مسائل شداداً، فلخّصت أربعين مسألة، فبعثت بها إلى المنصور بالحيرة، ثمّ أبرد إليّ فوافيته على سريره وجعفر بن محمّد عن يمينه، فتداخلني من جعفر هيبة لم أجدها من المنصور، فأجلسني، ثمّ التفت إلى جعفر قائلا : ياأبا عبد الله هذا أبو حنيفة، فقال : «نعم أعرفه» ثمّ قال المنصور : سله ما بدا لك يا أبا حنيفة، فجعلت أسأله ويجيب الإجابة
____________________
(١) راجع إلى جميع ما أشار إليه في ملحقات إحقاق الحقّ للسيد المرعشي ٩ : ٣٥٩ و٣٦٤ و٢٠ : ٤٠٤ و٢٤ : ٢٠٦.
(٢) تهذيب الكمال ٥ : ٧٩ / ٩٥٠.