الفصل الخامس : في دعواه أنّ القرآن محدث في ذات الله سبحانهوتعالى ، وأنّه يتكلّم بصوت، ذكر ذلك في هامش صفحة ٢٠ من الجزء الثاني ما لفظه : وهذا الصوت الذي تكلّم الله به ليس هو الصوت المسموع من العبد، بل ذلك صوته كما هو معلوم لعامّة الناس، وقد نصّ على ذلك الأئمّة أحمد وغيره، فالكلام المسموع منه هو كلام الله لا كلام غيره. إلى آخره (١) .
وفي صفحة ٢٢١ عند قول المصنّف : فإنّ أمره ونهيه وإخباره حادث لاستحالة أمر معدوم (٢) ، فذكر ابن تيميّة أنّ هذه مسألة كلام الله والناس فيها مضطربون قد بلغوا إلى سبعة (٣) أقوال، وذكر أنّ الثاني قول الأشعرية وابن كلاب وغيرهم، والخامس والسادس قول الشيعة وغيرهم.
إلى أن قال ما لفظه : سابعها : قول من يقول إنّه لم يزل متكلّماً إذا شاء بكلام يقوم به، وهو متكلّم بصـوت يُسمع، وأنّ نوع الكلام قديم وإن لم يجعل نفس الصوت المعيّن قديماً، وهذا هو المأثور عن أئمّة الحديث والسنّة. إلى آخره (٤) .
وقال في هامش الجزء الثاني في الصفحة العاشرة ما هذا لفظه : وأمّا مسألة قيام الأفعال الاختياريّة به فإنّ ابن كُلاّب والأشعري وغيرهما ينفونها، وعلى ذلك بنوا قولهم في مسألة القرآن، وبسبب ذلك وغيره تكلّم الناس
____________________
(١) درء تعارض العقل والنقل ٢ : ٤٠.
(٢) منهاج الكرامة : ٤٢.
(٣) كذا في النسختين، وفي المصدر : تسعة بدل : سبعة.
(٤) منهاج السنّة ٢ : ٣٥٨.