وابن تيميّة يعترف بإمامة ابن قتيبة ويعتمد نقله.
وقد نصّ الإمام عليّ بن موسى الرضا على الجفر والجامعة في كتابته على العهد لمّا ولاّه المأمون ولاية العهد فكتب : «والجفر والجامعة يخبران أنّ هذا الأمر لا يتمّ» كما حكاه أئمّة التواريخ جميعاً (١) .
وقال ابن الصبّاغ في الفصول المهمّة والشبلنجي في نور الأبصار : وكان جعفر الصادق رضياللهعنه مجاب الدعوة، إذا سأل الله شيئاً لا يتمّ قوله إلاّ وهو بين يديه (٢) .
ثمّ ذكروا له الكرامات الباهرة، والكلمات الزاهرة التي لا ينطق بها إلاّ الشارب من الينبوع النبوي، والحاوي بين جنبيه العلم اللاهوتي، فراجع حتّى تعرف نصب ابن تيميّة الحشوي المشبّه.
[كلامه في الإمام الكاظم عليهالسلام ] :
فصل وأمّا تنقيص ابن تيميّة من الإمام موسى بن جعفر فمن وجوه :
منها : قوله في الصفحة المتقدّم ذكرها ما لفظه : وليس له كثير رواية، روى عن أبيه جعفر، وروى عنه أخوه عليّ، وروى له الترمذيّ وابن ماجة (٣) ، انتهى.
مع أنّ الأئمّة ذكروا له المسند وهو ألف حديث أسنده عن أبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
____________________
(١) الفخري في الآداب السلطانيّة للطقطقي : ٢١٥، المواقف للقاضي عضد الدين ٢ : ٦٠، ينابيع المودّة ٣ : ٢٠٤.
(٢) الفصول المهمّة : ٢٢٦ - ٢٢٧، نور الأبصار : ١٦١، إسعاف الراغبين ـ المطبوع في هامش نور الأبصار ـ : ٢٤٨، وانظر إحقاق الحقّ ١٢ : ٢٦٠.
(٣) منهاج السنّة النبويّة ٤ : ٥٦.