النوع الثاني : من أنواع المكفّرات التي اعتقدها ابن تيميّة :
قوله بتفاضل كلام الله وتفاضل صفاته، ولا يصحّ التفاضل إلاّ في المخلوقات، واعتقد تنوّع صفات الله وتكثّر معناها، وأنّ النار الكبرى تفنى، وأنّ التوراة والإنجيل لم تبدّل ألفاظها وإنّما بدّلت معانيها، وأنّ مخالف الإجماع لا يكفر ولا يفسّق كما في الفتاوى الحديثيّة لابن حجر (١) .
وقد تقدّم أنّ من أنكر أمراً متواتراً معلوماً من الدين بالضرورة وكذا من اعتقد عكسه فهو كافر عند أئمّة أهل السنّة والجماعة، فابن تيميّة كافر عند أئمّة السنّة.
أقول : صرّح بتفاضل كلام الله وتفاضل صفاته في مواضع من كتاب جواب أهل العلم والإيمان :
منها في صفحة ٥٦وأصرّ على ذلك مع أنّه نقل هو عن أبي عبد الله بن المرابط الحكم على قائله بالكفر (٢) .
ونقل عن أبي عبد الله بن الدراح أنّه قال : أجمع أهل السنّة على أنّ ما ورد في الشرع ممّا ظاهره المفاضلة بين آي القرآن وسوره ليس المراد به تفضيل ذوات بعضها على بعض، إذ هو كلّه كلام الله وصفة من صفاته بل كلّه لله فاضل كسائر صفاته الواجب لها نعت الكمال (٣) . انتهى.
فلم يعبأ بالحكم بالكفر ولا بمخالفة الإجماع.
____________________
(١) الفتاوى الحديثية : ٨٥،
(٢) مجموعة الفتاوى ١٧ : ٤٥ - ٤٦.
(٣) نفس المصدر ١٧ : ٤٣ - ٤٤.