موهوب من الله، وأنّهم أوعية الأسرار النبويّة والحكم الإلهيّة بإرادة ربّانيّه، كما طهّرهم تطهيراً، ولذلك كانوا أماناً لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض، بل يفهم من حديث الثقلين وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كلّ زمان إلى قيام الساعة، حتّى يتوجّه التمسّك بهم كالقرآن.
ويؤيده حديث : «في كلّ خلف من اُمّتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألاوإنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله عزّوجلّ فانظروا من توفدون». أخرجه الملاّ في الوسيلة أعني وسيلة المتعبّدين (١) لعمر بن محمّد بن خضر الأردبيلي (٢) المعروف بالملاّ.
والذي يدلّ على أنّ علومهم لدنيّة إلهاميّة من الله بواسطة ملك الإلهام أو النكت في القلب أو الكشف والشهود، فجملة أحاديث صحيحة :
منها : ما دلّ على أنّهم معصومون، أخرج إبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي في كتابه فرائد السمطين بإسناده عن الأصبغ بن نباته (٣) ، عن
____________________
(١) وسيلة المتعبّدين (مخطوط)، وحكاه عنه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٤٩، وانظر شرف المصطفى للخركوشي ٥ : ٣١٧ / ٢٢٦٦، الصواعق المحرقة ٢ : ٤٤١، جواهر العقدين ٢ : ٩١، ينابيع المودّة ٢ : ١١٤. ملحقات إحقاق الحقّ ١٨ : ٤٤٧ و٢٤ : ٢٤٠، الفصول المهمّة للسيد شرف الدين : ١٨٧، نفحات الأزهار ١٩ : ١٨٧.
(٢) أو الإربلي، أبو حفص معين الدين الموصليّ، نزيل دمشق، كان صالحاً، زاهداً، عالماً، صوفياً، توفي سنة ٥٧٠ هـ، وقيل غير ذلك. انظر المنتظم ١٠ : ٢٤٩، الأعلام للزركلي ٥ : ٦٠.
(٣) الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم،