حاصله أنّه كان مخذولا لأنّه لم يكن لله ورسوله :
وقال في صفحة ٢٣٤ : فلو كان محاربته محاربة للرسول لكان المنتصر في آخر الأمر هو، ولم يكن الأمر كذلك، بل كان في آخر الأمر يطلب مسالمة معاوية ومهادنته وأن يكفّ عنه، كما كان يطلب معاوية ذلك منه أوّل الأمر، فعلم أنّ ذلك القتال وإن كان واقعاً باجتهاد فليس هو من القتال الذي يكون محارب أصحابه محارباً لله ورسوله (١) . انتهى.
أقول : ما أصـدق قول العلاّمـة ابن حجـر في الجوهر المنظم في ابن تيميّة : من أنّه برز له من قـوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهـوان، وأوجـب له الحرمان (٢) .
قد كان عليّ المنتصر في كلّ حروبه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالضرورة والتواتر، انتصر يوم البصرة، ويوم حرب الخوارج، ويوم صفين حتّى لاذ معاوية بالمصاحف، وقد أفردوا الكتب في أخبار تلك الحروب، وأنّه يوم قُتِلَ كان قد عسكر بالنخيلة بمائة ألف من المسلمين يريد الرجعة إلى صفين فعمّمه ابن ملجم المرادي (٣) .
وقد أخرج شيوخ الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم برواية الصحابة من طرق كثيرة يعرفها الممارس : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (٤) .
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٥٠٤ - ٥٠٥.
(٢) انظر الجوهر المنظم (الوهابية المتطرفة موسوعة نقدية ١) : ٦٦.
(٣) الكامل في التاريخ ٣ : ٤٠٤.
(٤) مستدرك الحاكم ٣ : ١٣٩، تاريخ بغداد ٨ : ٣٣٦ / ٤٤٤٦ و ١٣ : ١٨٧ / ٧١٦٥،