وضلّل النافين، وبالغ في القدح في نفيها، وأنّه قال بقدم جنس العرش، شهد عليه بذلك الجلال الدواني في شرحه للعقيدة العضديّة، قال ما لفظه :
ولابن تيميّة أبي العبّاس أحمد وأصحابه ميل عظيم إلى إثبات الجهة، ومبالغة في القدح في نفيها، ورأيت في بعض تصانيفه أنّه لا فرق عند بديهة العقل بين أن يقال : «هو معدوم»، أو يقال : «طلبته في جميع الأمكنة فلم أجده»، ونسب النافين إلى التضليل، هذا مع علو كعبه في العلوم النقليّة والعقليّة، كما يشهد به من تتبّع تصانيفه (١) . انتهى.
وقال عند ذكره للقدم الجنسي للعالم ما لفظه : وقد قال به بعض المحدّثين المتأخّرين، وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيميّة القول به في العرش (٢) . انتهى.
شهادة المولوي عبد الحليم في حل المعاقد :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة باثبات الجهة والجسم لله تعالى، وأنّه ذو مكان، وأنّ مكانه العرش، وأنّه قال بأزليّة جنس العرش وقدمه، وتعـاقـب أشخاصـه الغير المتناهيـة، وانتقـاص عثمان وعليّ عليهالسلام وأهل البيت عليهمالسلام بما لايفوه به مؤمن، شهد عليه بذلك العلاّمة المولوي عبدالحليم في كتابه حلّ المعاقد على شرح الدوّاني للعقائد العضديّة، قال :
كان تقي الدين ابن تيميّة حنبلياً، لكنّه تجاوز عن الحدّ، وحاول إثبات ماينافي عظمة الحقّ تعالى وجلاله، فأثبت له الجهة والجسم، وله هفوات اُخر، كما يقول : إنّ أمير المؤمنين سيدنا عثمان (رض) كان يحبّ
____________________
(١) انظر التعليقات على شرح العقائد العضدية : ٩٤.
(٢) نفس المصدر : ٤٧.