عرف أنّ علياً كرّم الله وجهه أجلّ وأعلا قدراً من أن يتكلّم بهذا الكلام يعني ما في نهج البلاغة، فهل في ذلك الكلام ما يخالف كتاب الله أو حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى يجلّ قدر علي عليهالسلام عن التكلّم به، فكأنّه يريد أن لا يتكلّم علي عليهالسلام إلاّ بما يوافق مذهبه ويلائم مشربه، والشريف الرضي رضياللهعنه أرفع مقاماً من أن يكذب على جدّه المرتضى عليهالسلام ...
إلى أن قال : ودونك ما قاله خاتمة المحقّقين ونابغة المتأخّرين الاستاذ الإمام الشيخ محمّد عبده (١) مفتي الديار المصريّة في ديباجة شرحه على نهج البلاغة حتّى تعرف به الفرق بين أهل الأهواء وأهل التقوى، ويظهر لك قول أيّ الشيخين أصحّ وأقوى (٢) ، ثمّ نقل كلام الشيخ محمّد عبده بتمامه فراجع.
شهادة السيد أبي بكر في كتابه وجوب الحمية :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة أنّه ينسب الكثير من أهل بيت النبوّة إلى الكفر، شهد عليه بذلك السيّد الشريف العلاّمة أبو بكر في كتابه وجوب الحمية عن مضار الرقية في صفحة ٦٨ من أوّل طبعه، ومنها نقلا عن ابن تيميّة : وقد نزّه الله المؤمنين من أهل البيت الطاهر وغيرهم من ذلك أي من التقيّة. وهذا يدلّ بمفهوم الصفة أنّ من أهل البيت الطاهر كفاراً وهم
____________________
(١) ابن حسن خير الله، من آل التركماني، فقيه، مفسر، متكلّم، أديب لغوي، كاتب، سياسي، ولد في شنيرا بمصر ونشأ بها، وتعلّم بالجامع الأحمدي ثمّ بالأزهر، تولى تحرير الوقايع المصرية سافر إلى باريس وأصدر مع جمال الدين الأفغاني جريدة العروة الوثقى، وعاد إلى بيروت ثم مصر، وتولى منصب القضاء فيها، وكان مفتياً للديار المصرية، توفّي سنة ١٣٢٣ هـ. من تصانيفه : تفسير القرآن لم يتمه، شرح نهج البلاغة. الأعلام للزركلي ٦ : ٢٥٢، معجم المؤلِّفين ١٠ : ٢٧٢.
(٢) وجوب الحمية عن مضار الرقية : ٣٩.