وحكى فيها أيضاً عنه أنّه يقول : إنّ الله مركّب تفتقر ذاته افتقار الكلّ للجزء، وإنّ القرآن محدث في ذات الربّ، وأنّه قال بالجهة والجسميّة والانتقال، وأنّه بقدر العرش لا أقل ولا أكثر (١) .
وحكى الحافظ العلاّمة في الدرر الكامنة عن ابن تيميّة أنّه ذكر حديث النزول وهو على المنبر، ونزل عن المنبر درجتين، فقال : كنزولي هذا. قال : نسب إلى التجسيم (٢) .
أقول : وذكر ابن بطوطة في رحلته أنّه حضر وعظ ابن تيميّة في المسجد في الشام يوم الجمعة، قال : فذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجة فقال : كنزولي هذا. فأنكر عليه بعض من حضر وسمّاه ابن بطوطة (٣) ، وسيأتي تمام لفظه عند نقل ألفاظ الشهادات.
وقال : إنّ العالم قديم بالنوع، ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً، فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار، كما في الفتاوي الحديثيّة لابن حجر (٤) .
وقال : بقدم جنس العرش كما في شرح العقائد العضدية للجلال الدواني وحل المعاقد لعبد الحليم (٥) .
واعتقد مسألة الحسـن والقبح والتزم كلّ ما يرد عليهما كما في الفتاوى الحديثيّة (٦) .
هذا المشهود به عليه، وأمّا نصوصه المطابقة لذلك [ما نذكرها] في
____________________
(١) الفتاوى الحديثية : ٨٥.
(٢) الدرر الكامنة ١ : ٩٣.
(٣) رحلة ابن بطوطة ١ : ٧٢.
(٤) الفتاوى الحديثية : ٨٥.
(٥) حلّ المعاقد : ٨٠.
(٦) الفتاوى الحديثية : ٨٥.