انكار ابن تيميّة توبة بشر الحافي
على يد الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام والجواب عنها
ومنها : وهي أشنعها على ابن تيميّة قوله في الصفحة المذكورة بعد الذي نقلناه ما لفظه : وأمّا قوله يعني ابن المطهّر تاب على يده بشر الحافي (١) فمن أكاذيب من لا يعرف حاله وحال بشر، فإنّ موسى بن جعفر لما قدم به الرشيد إلى العراق حبسه، فلم يكن ممّن يجتاز على دار بشر وأمثاله من العامّة (٢) ، انتهى.
يا محروم! قد جاء الإمام موسى بن جعفر إلى بغداد في أيّام المهدي مرّتين، وجاء في أيام الرشيد كذلك، ولم يكن يحبس بحيث لا يخرج إلاّ في المرّة الأخيرة (٣) ، روى الشريف المرتضى الموسوي في الغرر والديلمي في أعلام الدين عن أبي عبد الله (٤) ، بإسناده عن أيوب الهاشمي أنّه حضر باب الرشيد رجل يقال له : نفيع الأنصاري، وحضر موسى بن جعفر على حمار له، فتلقّاه الحاجب بالإكرام وعجّل له بالإذن، فسأل نفيع عبد العزيز ابن عمر : من هذا الشيخ؟ قال : شيخ آل أبي طالب، شيخ آل محمّد، هذا موسى بن جعفر. قال : ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل
____________________
(١) بشر بن حارث المروزيّ الحافي ، أبو نصر ، عارف زاهد ، كان من أبناء خراسان من أهل مرو وانتقل إلى بغداد ، وكان من المنغمسين في الملاهي والملذّات فتاب على يد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام ، توفّي في بغداد سنة ٢٢٧ هـ . موسوعة مؤلّفي الإماميّة ١ : ١٨٩ .
(٢) منهاج السنّة ٤ : ٥٧.
(٣) راجع الكامل في التاريخ لابن الأثير ٦ : ٨٥.
(٤) في المصدر : أبو عبيد الله المرزباني.