يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما إن خرج لأسوأنّه. فقال له عبد العزيز : لا تفعل، فإنّ هؤلاء أهل بيت قلّ ما تعرّض لهم أحد في الخطاب إلاّ وسموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر. قال : وخرج موسى وأخذ نفيع بلجام حماره وقال : من أنت يا هذا؟ قال : «يا هذا إن تريد النسب أنا ابن محمّد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله على المسلمين وعليك ـ إن كنت منهم الحجّ إليه، وان كنت تريد المفاخرة والله ما رضوا مشركوا قومي مسلمي قومك أكفائهم حتّى قالوا : يا محمّد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمر الله بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة تقول : اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد فنحن آل محمّد، خلّ عن الحمار» فخلّى عنه ويده ترعد وانصرف مخزيّاً، فقال له عبد العزيز : ألم أقل لك (١) .
وشاهد آخر : روى أبو عمرو الكشّي في تاريخ الرواة قال ما هذا لفظه : وجدت بخطّ محمّد بن الحسن بن بندار، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد ابن سالم قال : لمّا حمل سيدي موسى بن جعفر إلى هارون جاء إليه هشام ابن إبراهيم العبّاسي فقال له : يا سيدي قد كتب لي صك إلى الفضل ابن يونس فأسألك أن تسأله أن يروج أمري. قال : فركب إليه أبو الحسن موسى، فدخل عليه حاجبه فقال : يا سيدي أبو الحسن موسى بالباب، فقال : فإن كنت صادقاً فأنت حرّ ولك كذا وكذا، فخرج الفضل بن يونس حافياً يعدو حتّى خرج إليه، فوقع على قدميه يقبّلهما، ثمّ سأله أن يدخل،
____________________
(١) غرر الفوائد ودرر القلائد المعروف بـ : أمالي المرتضى ١ : ٢٧٥، أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣٠٥.