ومنقبة منقصة، نعوذ بالله من سوء المنقلب عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في القيامة، وقد عاند أولاده، ولم يرع فيهم إلاًّ ولا ذمّةً، بل اجتهد في الاستقصاء والحطّ والتنقيص منهم، حتّى دخل في خطر الوعيد الوارد في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (١) وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (٢) وحتّى يحصل التأسي بجدّهم الأكبر وبسائر النبيين الذين قال سبحانه في حقّهم : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ) (٣) .
في تنقيص ابن تيميّة من الإمام الهادي علي العسكري عليهالسلام :
فصل : وكذلك نقص عن الإمام أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي العسكري رضياللهعنه في صفحة ١٣٠ من الجزء الثاني من منهاج الحشويّة، فإنّه ذكر في جواب الفتيا التي حكاها ابن المطهّر عن الإمام الهادي : أنّ المتوكّل نذر أن يتصدّق بدراهم كثيرة، فأمره الإمام عليّ بن محمّد أن يتصدّق بثلاثة وثمانين درهماً ; لقوله تعالى : ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَة ) (٤) وأنّ المواطن كانت هذه الجملة : سبعاً وعشرين غزوة وستاً وخمسين سريّة (٥) ، مالفظه : فهذه الحكاية تحكى عن عليّ بن موسى مع المأمون، وهي دائرة بين أمرين : إمّا أن تكون كذباً، وإمّا أن تكون جهلا ممّن أفتى بذلك (٦) ، إلى
____________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٧.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٦١.
(٣) سورة الفرقان ٢٥ : ٣١.
(٤) سورة التوبة ٩ : ٢٥.
(٥) تذكرة الخواص : ٣٢٢، شرح مسلم للنووي ١٢ : ١٩٦، مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٠٢.
(٦) منهاج السنّة النبويّة ٤ : ٨١.