الإمام الأحمد إمكان ذلك بالاعتبار العقلي، وضرب مثلين ولله المثل الأعلى، فقال : لو أنّ رجلا في يده قوارير فيها ماء صاف لكان بصره قد أحاط بما فيها مع مباينته له، فالله وله المثل الأعلى قد أحاط بصره بخلقه وهو مستو على عرشه، وكذلك : لو أنّ رجلا بنى داراً لكان مع خروجه عنها يعلم ما فيها، فالله خلق العالم بعلمه مع علوّه، عليه كما قال تعالى : ( أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (١) (٢) انتهى.
تصريحه بـ :
قيام الحوادث بذات الربّ تعالى..
وأنّه لم يزل فاعلا..
وأنّ التسلسل في الماضي صحيح..
وأنّ جنس الفعل قديم لم يزل
وصرّح بقيام الحوادث بذات الواجب سبحانه وتعالى، قال في هامش صفحة ٢٣٠ ما لفظه : وأمّا اُمور قائمة بذات الله تعالى كما يقول أهل الحديث وأهل الإثبات الذين يقولون : لم يزل متكلّماً إذا شاء فعّالا لما يشاء (٣) . انتهى.
وقال في هامش ٢٧٦ وهي آخر صفحات الجزء الأوّل ما لفظه : ولكن ذاته تستلزم ما يقوم بها من الأفعال شيئاً بعد شيء (٤) .
____________________
العقيلي ٢ : ٢٨٤ / ٨٥٢، المستدرك للحاكم ٢ : ٣٧٨، ٤١٢، ٥٠١، تفسير السمعاني ٦ : ٣٨ ذيل قوله تعالى : ( ويحمل عرش ربّك... )، البداية والنهاية ١ : ٣٢، ٣٣.
(١) سورة الملك ٦٧ : ١٤.
(٢) درء تعارض العقل والنقل ١ : ٢٣٧ - ٢٣٨.
(٣) نفس المصدر ١ : ٣٧٠.
(٤) نفس المصدر ١ : ٤٠٦.