وقال قبل ذلك في هامش صفحة ٢١٤ من الجزء الأوّل قال : فإذا قيل : هو نفسه كاف في إبداع ما ابتدعه لا يتوقّف فعله على شرط. قيل : نعم كلّ ما يفعله لا يتوقّف على غيره، بل فعله لكلّ مفعول حادث يتوقّف على فعل يقوم بذاته يكون المفعول عقيبه، وذلك الفعل أيضاً مشروط بأثر حادث قبله (١) . انتهى.
وقال في هامش صفحة ٢٢٠ من الجزء الأوّل أيضاً ما لفظه : وإن كان ـيعني التأثير وجودياً، فإمّا أن يكون قائماً بذات المؤثّر، أو بغيره، فإن كان قائماً بذاته لزم جواز قيام الاُمور الوجوديّة بواجب الوجود، وهذا قول مثبتة الصفات، وعلى هذا التقدير فالتسلسل في الآثار والشروط إن كان ممكناً بطلت هذه الحجّة، وأمكن تسلسل التأثيرات القائمة بالقديم (٢) .
إلى أن صرّح : بأنّ التأثير لم يزل في شيء بعد شيء (٣) .
قال : وحينئذ فيكون تسلسل التأثيرات ممكناً (٤) .
بل قال في هامش صفحة ٢٢٧ : بل يلزم منه التسلسل المتعاقب في الآثار، وهو أن يكون قبل ذلك الحادث حادث وقبل ذلك الحادث حادث، وهذا جائز عندهم وعند أئمّة المسلمين، وعلى هذا فيجوز أن يكون كلّ ما في العالم حادثاً مع التزام هذا التسلسل الذي يجوّزونه (٥) .
وقال أيضاً في هامش صفحة ٢٢٩ : فإذا قال القائل : لو حدث سبب
____________________
(١) درء تعارض العقل والنقل ١ : ٣٤٦.
(٢) نفس المصدر ١ : ٣٥٥ - ٣٥٦.
(٣) نفس المصدر ١ : ٣٥٩.
(٤) نفس المصدر ١ : ٣٥٩.
(٥) نفس المصدر ١ : ٣٦٥.