الطلاّب في البحث والإمعان في التنقيب والتقصّي في التدقيق، واستبطان دقائق العلم، والغوص في أسراره، واستخراج بطائنه، والإحاطة بفروعه وأُصوله.
وأقام في سامراء نحواً من سبع عشرة سنة، ثمّ رجع إلى مسقط رأسه الكاظميّة بعد وفاة أُستاذه بعامين، أي عام ١٣١٤ هـ فاستأنف نشاطه فيها مع والده.
ولم يمض عليه سنتان في الكاظميّة حتّى فجع بوالده المكرّم، فكان رزؤه به عظيماً، وأبى السيد المترجم له أن يقلّده الناس في أُمور دينهم منذ توفّي أُستاذه الأكبر، فأحالهم إلى ابن عمّه السيد إسماعيل الصدر.
وبعد أن توفّي الأخير عام ١٣٣٨ هـ ، قام بأمر الاجتهاد والمرجعية، وظهرت رسالته العلميّة. فكان من أقوم موالي آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بمهامهم، وأحوطهم على أحكامهم حتّى لحقهم في دار كرامتهم : فتوفّي في الحادي عشر من شهر ربيع الأوّل سنة ١٣٥٤ هـ، ودفن في صحن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام إلى جانب والده، بعد أن شيّع جثمانه الطاهر الآلاف من الناس، ومن جميع الطبقات، وحضر تشييعه الشخصيّات السياسيّة من رئيس الوزراءوسائر أعضاء الحكومة والأعيان والنواب وشيوخ العشائر، وكان في مقدمة ذلك السواد الأعظم علماء المسلمين من الطائفتين، حتّى وردوا الصحن المقدّس الطاهر للإمام الكاظم عليهالسلام .
وقد أرخ عام وفاته الفقيه العلاّمة الشيخ مرتضى آل ياسين في أبيات من الشعر، مطلعها :
غِبتَ فلا قلبٌ خَبَت نارُهُ |
|
كلاّ ولا عينٌ عَراهـا الوَسـنْ |
إلى أن يؤرّخ فيقول :