وصاحب هذه النقائص في العلم والعمل بالإمام الباقر عليهالسلام المجمع على علمه وورعه وطهارته من كلّ الأدناس؟!
والزهريّ في مخالطته للسلاطين ملزوم لا محالة بما ذكره ابن الجوزي وبما ذكره أبو حامد الغزالي في الإحياء في علامات علماء الآخرة، قال : ومنها : أن يكون منقبضاً عن السلاطين فلا يدخل عليهم البتة ما دام يجد إلى الفرارعنهم سبيلا، بل ينبغي أن يحترز من مخالطتهم وإن جاؤوا إليه، فإنّ الدنياحلوة خضرة وزمامها بأيدي السلاطين، والمخالطة لهم لا يخلو عن تكلّف في طلب مرضاتهم واستمالة قلوبهم مع أنّهم ظلمة، ويجب على كلّ متديّن الإنكار عليهم وتضييق صدورهم بإظهار ظلمهم وتقبيح فعلهم، فالداخل عليهم إمّا أن يلتفت إلى تجمّلهم فيزدري نعمة الله عليه، أو يسكت عن الإنكار فيكون مداهناً لهم، أو يتكلّف في كلامه لمرضاتهم وتحسين أحوالهم وذلك هو البهت الصريح، أو يطمع في أن ينال من دنياهموذلك هو السحت.
إلى أن قال : وعلى الجملة فمخالطتهم مفتاح لشرور عدّة، وحكي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أتى السلطان افتتن» (١) .
قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سيكون عليكم أمراء تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سـلم، ولكن من رضي وتابع أبعده الله تعالى» قيل : أفلا نقاتلهم؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا ما صلّوا» (٢) .
____________________
(١) مسند أحمد ١ : ٣٥٧ و ٢ : ٣٧١ و ٤٤٠، سنن أبي داوُد ٣ : ١١١ / ٢٨٥٩، سنن الترمذي ٣ : ٣٥٧ / ٢٣٥٧، سنن النسائي ٧ : ١٩٦، السنن الكبرى للبيهقي ١٠ : ١٠١.
(٢) مسند إسحاق بن راهوية ٤ : ١٢٨ / ١٨٩٤، مسند أحمد ٦ : ٢٩٥، سنن أبي داوُد ٤ : ٢٤٢ / ٤٧٦٠، السنن الكبرى ٣ : ٣٦٧، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٣٠ / ٣٧٧٣٢.