يمكن العلم بإجماعهم كثيراً.
وإذا ذكروا نزاع المتأخّرين لم يكن بمجرّد ذلك أن يجعل هذه من مسائل الاجتهاد التي يكون كلّ قول من تلك الأقوال سائغاً لم يخالف إجماعاً; لأنّ كثيراً من اُصول المتأخّرين محدث مبتدع في الإسلام مسبوق بإجماع السلف على خلافه، والنزاع الحادث بعد إجماع السلف خطأ قطعاً، إلى آخره في صفحة ١٧و١٨ من الجزء الأوّل من مجموعة الرسائل الكبرى (١) .
فتدبّره كيف حكم بأنّ أقوال علماء الإسلام كلّها في مسائل أقوال الله وأفعاله وصفاته خارجة عن أقوال الصحابة والتابعين، وأنّهم إذا ذكروا إجماع المسلمين لم يكن لهم علم بهذا الإجماع؟!
بل صرّح في الجزء الثالث من منهاج السنّة بأنّ كتب الكلام والمقالات ليس فيها ما بعث الله به رسوله لأنّهم لا يعرفون ذلك في صفحة ٢٠٨ (٢) .
وصرّح في صفحة ٧٠ أنّ كلّ طوائف العلماء لا يعرفون الحقّ حتّى الأشعري (٣).
وفي صفحة ٧١رماه بقلّة العلم والمعرفة، وضلّل كلّ طوائف علماء الإسلام إلاّ من كان على عقيدته. أَبعد هذا يعبأ بمخالفة إجماعهم (٤) ؟!
والمعاصر القاصر لم يفهم مراد العلاّمة ابن حجر من حكايته عنه أنّ مخالف الإجماع لا يكفّر ولا يفسق وصار المعاصر القاصر يورد من كلام
____________________
(١) مجموعة الفتاوي (الطبعة الحديثة) ١٣ : ١٧.
(٢) منهاج السنّة ٦ : ٣٠٣.
(٣) نفس المصدر ٥ : ٢٨٠.
(٤) نفس المصدر ٥ : ٢٨٢.