حجر المكي في الفتاوى الحديثيّة، لكنّه لم يسمّ الشيخ نصر المنبجي بل أجمله، وقال : وقد كتب إليه بعض أعلام أهل عصره علماً ومعرفة سنة خمس وسبعمائة : من فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره بزعمه :
أمّا بعد فإنّا أحببناك في الله زماناً، وأعرضنا عمّا يقال فيك إعراض الفضل إحساناً، إلى أن ظهر لنا خلاف موجبات المحبّة بحكم ما يقتضيه العقل والحسّ، وهل يشكّ في الليل عاقل إذا غربت الشمس؟! وإنّك أظهرت أنّك قائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله أعلم بقصدك ونيّتك، ولكن الإخلاص مع العمل ينتج ظهور القبول، وما رأينا آل أمرك إلاّ إلى هتك الأستار والأعراض، باتباع من لا يوثق بقوله من أهل الأهواء والأغراض، فهو سائر زمانه يسبّ الأوصاف والذوات، ولم يقنع بسبّ الأحياء حتّى حكم بتكفير الأموات، ولم يكفه التعرّض على من تأخّر من صالحي السلف، حتّى تعدّى إلى الصدر الأوّل ومن له أعلى المراتب في الفضل، فياويحَ من هؤلاء خصماؤه يوم القيامة، وهيهات أن لا يناله غضب، وأنّى له بالسلامة...
وكنت ممّن سمعته وهو على منبر جامع الجبل بالصالحيّة وقد ذكر عمربن الخطّاب (رض) فقال : إنّ عمر له غلطات وبليّات وأي بليّات!...
وأخبرني عنه أنّه ذكر علي بن أبي طالب عليهالسلام في مجلس آخر فقال : إنّ علياً عليهالسلام أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان، فياليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ عليّ بزعمك كرّم الله وجهه وعمر بن الخطّاب؟!...
والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه، والأمر إلى مقتضاه، ولا ينبغي إلاّ القيام في أمرك ودفع شرّك، لأنّك قد أفرطت في الغي، ووصل أذاك إلى